منذ اثنين وثلاثين عاما، قررت
الجمعية العمومية للأمم المتحدة تكريس يوم كل سنة للسلام ويكون يوما لدعوة
المحاربين في كل مكان الى إلقاء السلاح والبحث عن حلول سلمية للنزاعات. اليوم، في
21 ايلول نحتفل بهذا اليوم العالمي للسلام كما نحتفل به كل عام في حين يجتمع قادة
العالم في نيويورك لافتتاح الجمعية العمومية. وفي هذه المناسبة، دعا الامين العام
للامم المتحدة بان كي – مون
كل شعوب العالم هذا العام الى التأمل في الآثار الرهيبة للحروب، معنوية، وجسدية، ومادية، وفي كلفتها التي يتحملها ليس فقط هذا الجيل ولكن ايضا الاجيال القادمة. لذلك، قرر الامين العام ان يتمحور موضوع اليوم العالمي للسلام لهذه السنة حول: "السلام المستدام من اجل مستقبل مستدام".
على امتداد العقود الاخيرة، عانت منطقة الشرق الاوسط اكثر من اي منطقة اخرى في العالم من تداعيات النزاع. ولا يزال هدف التوصل الى سلام عادل وشامل في المنطقة بعيد المنال وربما اكثر مما كان في اي وقت مضى. تعلو اصداء تهديدات نزاعات جديدة. لقد شهدت انحاء مختلفة من المنطقة تقدما في الحريات، والكرامة والعدل الاجتماعي – التي تعتبر كلها عوامل تساعد في تحقيق السلام المستدام وبرهنت ذلك التجارب في مناطق اخرى من العالم. ولكن العنف الذي تشهده سوريا، والذي ادى الى سقوط آلاف القتلى ونزوح مئات الآلاف، تسبب بدمار وألم كبيرين ولا ينبئ بالانحسار.
ونظرا الى هذه الخلفية، يمكن تفهم ما اذا كانت ردة الفعل الاولية على دعوات التأمل في منافع السلام مشككة، ولكن ردة فعل كهذه تكون مخطئة. فلا احد، وخصوصا الامم المتحدة، يستطيع ان يتحمل نتائج التخلي عن البحث عن السلام في هذه المنطقة. استمرار التوعية حول كلفة النزاعات، وعدم استدامة الحلول التي تفرض بالقوة، اساسي في هذا المسعى. اما هنا، فتجاوب اللبنانيين من كل المذاهب مع زيارة قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر في نهاية الاسبوع الماضي يشير الى وجود تفهم لرسالة التفاهم والسلام.
هذه الرسالة تأتي في الوقت المناسب. يواجه لبنان الآن تحديات جديدة لسلامه واستقراره نتيجة للأزمة في سوريا. حصلت بعض الاحداث العنيفة هنا في لبنان بالاضافة الى سقوط قذائف عبر حدود لبنان الشمالية والشرقية.
ولكن رغم ذلك، اظهر لبنان صلابة لافتة خلال الأزمة السورية. وحافظت قياداته على وحدتها في العزم على منع الوضع هناك من زعزعة الاستقرار في لبنان. وقد واجهت القوات الامنية اللبنانية التحديات بحزم. واستضاف
الشعب اللبناني بكرم النازحين السوريين الذين لجأوا الى لبنان.
ويبقى لبنان متأثرا ايضا بتداعيات نزاعات اخرى بينما شبح الحرب لم يبتعد بالكامل. وهذا يسبب شعورا بالتوتر ألمسه احيانا عندما التقي بأشخاص هنا في بيروت او عندما اقوم بزيارة مناطق اخرى في لبنان. ان السلام المستدام لمستقبل مستدام يعني معالجة الاسباب المباشرة للنزاعات. ولكنه يعني ايضا تعزيز مؤسسات الدولة ومعالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية وقضايا حقوق الانسان.
في كل هذه المجالات، تبقى الامم المتحدة شريكا فاعلا للحكومة اللبنانية والاطراف المعنيين في لبنان. ان التزامها الفريد لسلام هذا البلد واستقراره يتجسد من خلال هذا العمل بالاضافة الى انتشار 12000 جندي من قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان. وان هذا الالتزام عامل كذلك في مهمة ممثلي الامم المتحدة وهم يواصلون جهودهم في سبيل السلام في المنطقة في صفة عامة.
تحمل عناوين الاخبار اليوم مرة اخرى قصة كامدة عن العنف في سوريا والتوتر في اماكن اخرى في المنطقة. وهذا يعطي سببا اكبر ربما لتذكر المبادئ المجسدة في اليوم العالمي للسلام والالتزام مرة اخرى بهدف دولة قائمة على مؤسسات قوية تستطيع ان تدعم السلام والاستقرار في لبنان على المدى الطويل وتكون نموذجا قويا للسلام المستدام في المنطقة ككل. وان الامم المتحدة ستبقى شريكا قويا للبنان في هذه المساعي.
كل شعوب العالم هذا العام الى التأمل في الآثار الرهيبة للحروب، معنوية، وجسدية، ومادية، وفي كلفتها التي يتحملها ليس فقط هذا الجيل ولكن ايضا الاجيال القادمة. لذلك، قرر الامين العام ان يتمحور موضوع اليوم العالمي للسلام لهذه السنة حول: "السلام المستدام من اجل مستقبل مستدام".
على امتداد العقود الاخيرة، عانت منطقة الشرق الاوسط اكثر من اي منطقة اخرى في العالم من تداعيات النزاع. ولا يزال هدف التوصل الى سلام عادل وشامل في المنطقة بعيد المنال وربما اكثر مما كان في اي وقت مضى. تعلو اصداء تهديدات نزاعات جديدة. لقد شهدت انحاء مختلفة من المنطقة تقدما في الحريات، والكرامة والعدل الاجتماعي – التي تعتبر كلها عوامل تساعد في تحقيق السلام المستدام وبرهنت ذلك التجارب في مناطق اخرى من العالم. ولكن العنف الذي تشهده سوريا، والذي ادى الى سقوط آلاف القتلى ونزوح مئات الآلاف، تسبب بدمار وألم كبيرين ولا ينبئ بالانحسار.
ونظرا الى هذه الخلفية، يمكن تفهم ما اذا كانت ردة الفعل الاولية على دعوات التأمل في منافع السلام مشككة، ولكن ردة فعل كهذه تكون مخطئة. فلا احد، وخصوصا الامم المتحدة، يستطيع ان يتحمل نتائج التخلي عن البحث عن السلام في هذه المنطقة. استمرار التوعية حول كلفة النزاعات، وعدم استدامة الحلول التي تفرض بالقوة، اساسي في هذا المسعى. اما هنا، فتجاوب اللبنانيين من كل المذاهب مع زيارة قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر في نهاية الاسبوع الماضي يشير الى وجود تفهم لرسالة التفاهم والسلام.
هذه الرسالة تأتي في الوقت المناسب. يواجه لبنان الآن تحديات جديدة لسلامه واستقراره نتيجة للأزمة في سوريا. حصلت بعض الاحداث العنيفة هنا في لبنان بالاضافة الى سقوط قذائف عبر حدود لبنان الشمالية والشرقية.
ولكن رغم ذلك، اظهر لبنان صلابة لافتة خلال الأزمة السورية. وحافظت قياداته على وحدتها في العزم على منع الوضع هناك من زعزعة الاستقرار في لبنان. وقد واجهت القوات الامنية اللبنانية التحديات بحزم. واستضاف
الشعب اللبناني بكرم النازحين السوريين الذين لجأوا الى لبنان.
ويبقى لبنان متأثرا ايضا بتداعيات نزاعات اخرى بينما شبح الحرب لم يبتعد بالكامل. وهذا يسبب شعورا بالتوتر ألمسه احيانا عندما التقي بأشخاص هنا في بيروت او عندما اقوم بزيارة مناطق اخرى في لبنان. ان السلام المستدام لمستقبل مستدام يعني معالجة الاسباب المباشرة للنزاعات. ولكنه يعني ايضا تعزيز مؤسسات الدولة ومعالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية وقضايا حقوق الانسان.
في كل هذه المجالات، تبقى الامم المتحدة شريكا فاعلا للحكومة اللبنانية والاطراف المعنيين في لبنان. ان التزامها الفريد لسلام هذا البلد واستقراره يتجسد من خلال هذا العمل بالاضافة الى انتشار 12000 جندي من قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان. وان هذا الالتزام عامل كذلك في مهمة ممثلي الامم المتحدة وهم يواصلون جهودهم في سبيل السلام في المنطقة في صفة عامة.
تحمل عناوين الاخبار اليوم مرة اخرى قصة كامدة عن العنف في سوريا والتوتر في اماكن اخرى في المنطقة. وهذا يعطي سببا اكبر ربما لتذكر المبادئ المجسدة في اليوم العالمي للسلام والالتزام مرة اخرى بهدف دولة قائمة على مؤسسات قوية تستطيع ان تدعم السلام والاستقرار في لبنان على المدى الطويل وتكون نموذجا قويا للسلام المستدام في المنطقة ككل. وان الامم المتحدة ستبقى شريكا قويا للبنان في هذه المساعي.
جميع

No comments:
Post a Comment