The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

September 25, 2012

Assafir - Liban, un mariage civil se transforme à une bagare, September 25 2012


العرس المدني يتحوّل إلى ضرب وركل وشتائم 
الفستان الأبيض ممنوع في ساحة النجمة 
عاصم بدر الدين 
تلبس الصبية الأبيض. أتت من ساحة رياض الصلح، في اتجاه ساحة النجمة، حيث مجلس النواب. لا تلفت نظر أحد. تدخل مع شخصين يرافقانها إلى مقهى مواجه للساعة. تطلب ما تشربه. كانت، في الوقت عينه، الوجوه تتكرر. يذهبون ويعودون. بدا أحدهم أجنبياً. يطلب من العسكري أن يعيره قداحة. تظنّ أنهم مشاركون في "العرس السري". صبية أخرى تصوّر. اثنان يجلسان في مقهى قريب. كأنهما ينتظران أمراً ما. سيتحوّل هدوء ساحة النجمة، بعد قليل، إلى اعتداء "أمني" على ناشطين سلميين للمرة الثانية في أقلّ من أسبوع. لكن هذه المرة على أعضاء من جمعية "شمل".
الساعة الحادية عشرة، من صباح أمس. تقدم رجل يرتدي بذلة رسمية. إنه العريس. تقدّمت العروس أيضاً. التقيا في مواجهة مدخل مجلس النواب. وضع الطرحة على رأسها. تقدم مرافقوهما. يتفرج عسكر المجلس كأنه منظر طبيعي. يصور حملةُ الكاميرات. يجلس العروسان على الأرض. يأتي أحدهم بيافطة كبيرة. يرفعها خلف العروسين: "حرّروا القانون اللبناني للأحوال الشخصية من جواريركم الطائفية". تأخّر استيعاب العسكري. لكنه تحرك وسحب اليافطة. 
أصرّ العروسان على البقاء. تحدّث العسكري، الذي استدعى رفقاء له أعلى رتبة، عن إذن تجمّع. لا أحد يعرف بالضبط ماذا يريد. لن يقوم "العروسان" من أمام المجلس. "لا أحد يسمعنا. نريد أن نسمعهم صوتنا"، تقول العروس. إصرار متبادل. يتجمع العسكريّون. يطردون المصورين. ثم يعتدون بالضرب على الناشطين. كأنهم أكياس تدريب. يرفض هؤلاء التحرك. صار العسكريون موزعين على جبهتين. يبعدون المصورين، ويضربون الناشطين. 
سُحب العريس على ظهره من أول الساحة إلى آخرها. ضرب ولكم وركل. وصراخ ألم واضح. الناشطون الآخرون تعرضوا للضرب أيضاً. اعتقلوا. أدخل أحد العسكريين رأس بندقيته في فخذ أحد المعتقلين. بدا كأن أمراً غير مفهوم يحصل. لكنه، في ما سيُرى لاحقاً، سيكون تمريناً خفيفاً على أساليب المهانة والذل.
بقيت الصبايا الثلاث في محلهن. أصررن على البقاء. طالبن بأن يأتي أحد النواب كي يُسمعنه مطالب التجمع. لن يرحلن قبل مجيئه. يسخر أحد العسكريين "هل تظنن أنفسكن في أوروبا". تحدثن مع ضابط أعلى رتبة. عميد، ربما. حاول إقناعهن بالذهاب إلى النواب بأنفسهن. رفضن. مرّ بالصدفة النائب قاسم هاشم. تحدّث معه العميد فاقترب منهن. قلن له مطالبهن. "نريد أن نتزوج مدنياً في لبنان، بدلاً من الذهاب إلى قبرص". نائب البعث علماني طبعاً، "لكن أحوال البلد تمنع إقرار القانون". تنصحه، إحدى الناشطات، بأن يقرأ القانون في الأول. 
تحوّل أي شخص واقف في ساحة النجمة إلى مشتبه فيه بحمل كاميرا. لا يعرف سبب الخوف من الكاميرات والتصوير إذا كان المعتدى عليهم حاضرين بأجسامهم. هذه أحوال العبث اليومي. هكذا، اقتدت إلى حيث أخذ الناشطون. أخذوا، أيضاً، هاتفي وحقيبتي من أجل التفتيش.
يجلس الشبان، الناشطون، الأربعة على أرض خيمة ملحقة بما يشبه غرفة عمليات. بدا واضحاً تعرضهم للضرب. يوجد حولهم ما يزيد على عشرة عسكريين. يتبارى هؤلاء في الشتم والضرب.. والضحك طبعاً. هذه تسليتهم. تتلقى صفعة على الواقف. القول إنك صحافي يزيد استفزازهم. هذه صفعة أخرى. "هل تهدّدنا؟"، يقول. وحفلة شتائم أخرى. لا يضربون إلا من الجهة الخلفية للرأس. يحوّلون، في الغالب، أيديهم إلى مطرقة ويخبطون. وهم، في سبيل متعتهم، يحشدون أعضاءهم كلها في جملة شتم واحدة. عدا التنويع في الألفاظ. بقي، إلى آخر حفلة التعدي هذه، عسكري يقول إننا جلبنا الجرصة إليهم وإلى أنفسنا. وهم، في الغالب، لا يعرفون سبب وجود هؤلاء بينهم. 
يتقدّم بين حين وآخر أحد العسكريين من جالس على الأرض ويضربه. يتهمون آخر بالمثلية (يقولون لوطي). عدا الحديث عن الرجولة والرجال والتشكيك في جنس الحاضرين. يتهكمون بأن أحد الحاضرين مع المساواة بين الرجل مع المرأة. ويضربونه. سأل عسكري أحد الناشطين إذا كان سيكرر ما فعله اليوم. يقول له: "نعم، طالما أنني تحت سلطة القانون". لم يعجبه الجواب. خبط رأسه في حائط خلفي. تلقى العريس كثيراً من الضرب. كانوا، وفق ما قالوا، يعلّمونه. يحبون الفكاهة أيضاً. ألبسوه خاتماً أيضاً. أراد أحد العسكريين أن يعطي المعتقلين دروساً في الجنس. لا يفوتهم، وهم مستمرون في حجز حرية الناشطين، التلميح إلى الاغتصاب.
يقول العميد إن شيئاً لم يجرِ: تجمّع سلمي. بدأ وخلص. جميل. "لقد زوّجناهما فحسب"، يقول مع ابتسامة عريضة. لكن الناشطين لم يخرجوا من الحجز إلا بواسطة من النائب غسان مخيبر، على ما أكد "العريس" حسين مهدي في اتصال مع "السفير". أكد مهدي، أحد المعتدى عليهم، أن هذه الخطوة لم تكن إلا الأولى. "ستقوم جمعية شمل بخطوات تصعيدية من أجل إقرار القانون اللبناني للأحوال الشخصية".





No comments:

Post a Comment

Archives