العصابات معروفة من مكسة إلى غزة:
الميس ومنصور يطالبان بالأمن المفقود
تشارك باسل الميس وعلي منصور، مطلباً واحدا أمس، هو «الأمن لا غير». يريدان الأمن المفقود، بعدما ذاقا مرارة الخطف على أيدي عصابات تنتظر من يردعها بشكل حازم، ويدمر بنيتها، «حتى يشعر المواطن بالأمان والطمأنينة. ليبقى المغترب اللبناني في أرضه، ولا يهجر من جديد، بعدما قضى سني عمره في الاغتراب، يعمل ليعيش مع أحفاده وأبنائه، الذين يحزمون اليوم حقائبهم»، كما قال منصور، بعد تحريره من الخطف «بمساع من الخيرين والجهود الأمنية»، رافضاً الإقرار بدفع فدية مالية. وكتبت «نهاية» يمكن القول إنها «مؤقتة» لعمليات الخطف بقاعاً أمس، فطويت إحدى صفحاتها بعودة علي أحمد منصور ومحمد الميس إلى منزليهما، وإن اختلفت طرق العودة.
علي أحمد منصور عاد إلى منزله في غزة قرابة الساعة الثانية من فجر أمس، بعدما ترك على الطريق الدولية في بعلبك، لتكتب بعده بساعات حرية محمد الميس، الذي فرّ من أحد المغاور، الواقعة على طريق ضهر البيدر. وكان الميس قد اختطف إلى تلك المغارة من قبل عصابة كشفت هويات أفرادها، فتركوه بعدما قالوا له: «نحن ذاهبون لشراء الأكل». فعمل على فك قيوده، وشرب الماء، ثم اختار «طريقاً وعرة»، وفق توصيفه. فوصل إلى منطقة الكسارات في أعالي قب الياس. وهناك التقى بأحد الرعاة، واستعان بهاتفه الخلوي ليبلغ زوجته نائلة بموقعه، بالقرب من إحدى الكسارات في أعالي قب الياس. فحضرت وشقيقه عمر، وعادوا به بفرحة لم يتسعها منزله النائي في سهل مكسه.
وكان الميس اختطف بدافع الفدية، التي طالبه بها خاطفوه، محددين مبلغ نصف مليون دولار، أعلنوه لشقيقه. فرد عليهم «إذا حصلتم راجعوني، أنا مزارع وفقير، ولا أملك جزءا من الذي تطلبونه». الميس تمنى ألا يعيش أحدٌ ما ذاقه، حيث تعرض للضرب والإهانة. روى الحادثة في منزله الذي غصّ بأقاربه، وفي مقدمتهم منسق «تيار المستقبل» أيوب قزعون، الذي تابع عملية الخطف ساعة بساعة، وهو من كان قد أبلغ القوى الأمنية بالعملية. ولفتت معلومات أمنية إلى انكشاف هويات مختطفي الميس، وجلهم من محيط بلدتي مكسة وقب الياس. وقد تم توقيف أربعة من المخططين والمشتركين في عملية الخطف، الأمر الذي زاد من مخاوف الخاطفين. فوجدوا أنفسهم مجبرين على ترك الميس والفرار.
وصدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش البيان الآتي أمس: «على أثر تعرض المواطن محمد باسل الميس لعملية خطف على يد مجهولين بتاريخ 22/9/2012 في محلة مكسة - البقاع، باشرت مديرية المخابرات سلسة تحريات تمكنت بنتيجتها من تحديد هوية المشاركين في عملية الخطف، مما دفعهم الى ترك المخطوف وحيدا في إحدى المغاور التي كان محتجزا فيها في منطقة ضهر البيدر، وفرارهم إلى جهة مجهولة. إثر ذلك لجأ المواطن محمد الميس إلى أقرب مركز عسكري. وبوشرت التحقيقات لتحديد مكان وجود المتورطين لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص».
«باق في لبنان»
تختلف حكاية منصور عن الميس، فالأول عاد إلى منزله بعدما تركه خاطفوه بإراداتهم. فقد حصل الخاطفون على مبلغ من المال، رفض الجميع الإفصاح عنه أو حتى الإعلان عن دفع فدية. ولكن المؤكد أن الفدية دفعت وعملت على تحرير منصور، الذي عاد إلى منزله وعائلته وأبنائه وأحفاده الـ35. والأهم ما أكده من أنه باق في لبنان، «بقاء صلب ومتين أكثر من متانة قلعة بعلبك». ذلك لأنه لا يشعر أي انسان بالمواطنية وبحقه بالعيش كريماً إلا في وطنه»، كما أعلن في مؤتمر صحافي عقده في منزله في غزة أمس.
المنزل ازدحم بالمهنئين، وفي مقدمتهم وفد من «دار الفتوى» برئاسة مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، يرافقه عضو المجلس الشرعي القاضي عبد الرحمن شرقية، ورئيس «دائرة أوقاف البقاع» الشيخ محمد عبد الرحمن والشيخ عاصم الجراح. لم يطلب منصور «سوى الأمن والأمان والطمأنينة والسلام»، آملا من الدولة «أن تكثف جهودها، وأن تتكلل خطواتها بما يبعث على عودة الثقة والأمان للمغتربين، الذين يحزمون حقائبهم، بعدما عملوا سنوات طويلة على إرجاع أسرهم وعائلاتهم إلى وطنهم لبنان». وتحدث منصور عن «الشدائد التي تظهر الأصدقاء والأعداء، وتجربته وشدتها أثبتت أن له أصدقاء ومحبين كثراً. وهذا ما نحتاجه في بلدنا لبنان». وأكد بقاءه في لبنان. وفي المعلومات الأمنية حول قضية منصور، فإن الأجهزة الأمنية تعرف جميع تفاصيل عمليه اختطافه المشتركة بين أناس من بلدته من غزة وآخرين من بلدة بريتال، وعلى رأسهم م. ص.، رئيس مجموعة الخطف الجديدة.
No comments:
Post a Comment