الياس قطار, الجمعة 7 سبتمبر
ربّما همس أحدهم في أذن الأهالي مؤكداً لهم أن اللعبة باتت في يد الرئيس سعد
الحريري حتى عادوا ليناشدوه بعد طول طلاق وعتاب لإطلاق سراح أبنائهم في سورية...
لا تعني تلك المناشدة حكمًا فشل وساطة الشيخ سالم الرافعي الذي يرفض الحديث عن
عودته "خالي الوفاض" رغم ما أثير عن تجاذبٍ سياسيٍّ عايشته الحدود
السورية التركية وهو ما عرقل إطلاق مخطوفيْن كما كان مقرراً.
لا يمكن أن تحصل من كواليس المفاوضات التي خاضها الرافعي على "حقٍّ أو
باطل"، فجلّ ما يقوله الرجل إن الأجواء إيجابيّة وإن كثرة الطباخين وكالعادة
تحرق الطبخة أو "تشوشطها" في أحسن الأحوال. فما حقيقة ما حصل خلال
الأيام التي أمضاها الرافعي في تركيا وغازي عنتاب؟ ولمَ أقحِم اسمُ مستشار الرئيس
نجيب ميقاتي عبد الرزاق القارحاني الذي رافق الرافعي في معادلة عرقلة الإفراج؟
التدخلات تؤخر
أكد عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ نبيل رحيم نقلاً عن الشيخ سالم الرافعي لـ
"صدى البلد" تشديد الأخير على "أنه لم يعد خالي الوفاض بل بوعدٍ
أكيد بإطلاق عددٍ من المخطوفين على دفعات، وتوجّه الرافعي الى هناك ليشكر علماء
سورية الذين تولوا الوساطة مع الخاطفين ولتأكيد أهمية إطلاق جميع المخطوفين. ولكن
تدخّلاتٍ خارجية دفعت بالخاطفين الى تأخير موضوع الإطلاق لإرضاء جميع الأطراف
والمناشدين لحلّ الملف".
تسليمهما الى وفد
وعن السيناريو الذي يتحدّث عن أن اصطحاب الرافعي مرافق الرئيس ميقاتي الى
المفاوضات أثار حفيظة الخاطفين وعرقل المفاوضات لاعتبارهم بأن ميقاتي ينأى بنفسه
عن ثورة سورية قال رحيم: "الشيخ الرافعي نفى هذا السيناريو ولكن ما حصل أن
كثرة التدخلات هي التي عرقلت تسريع وتيرة تحرير المخطوفين، علمًا أن ظهور
القارحاني لم يكن معرقلاً أبدًا". وعن عزم الخاطفين على عدم تسليم جميل صالح
وعوض ابراهيم للشيخ الرافعي بل الى تركيا كي لا يبدو وكأن الفضل في إطلاقهما يعود
الى ميقاتي أكد رحيم أن "أحد المطلعين على الملف وهو سوري الجنسية أشار الى
إطلاق مخطوفيْن سيتم تسليمهما الى وفدٍ مؤلفٍ من شخصياتٍ عدة ومن ضمنها الشيخ سالم
الرافعي". ولكن لمَ سيصطحب الرافعي مستشارَ ميقاتي معه؟ يجيب رحيم: "لأن
الحكومة تجتهد لإطلاق المخطوفين ولا بدّ أن يكون هناك من يمثلها". وشدد على
أن "المفاوضات التي خاضها الشيخ الرافعي لم تشهد أيّ تجاذباتٍ كما
يُحكى".
"حرتقة سياسية"
أما القارحاني فرفض عبر "صدى البلد" التعليق على إقحام اسمه في موضوع
التجاذبات والعرقلة واصفاً ما يُقال بـ "الحرتقة السياسيّة". وأشار
القارحاني الى أن "الشيخ الرافعي هو المخوّل بإعطاء التفاصيل المتعلقة بهذا
الموضوع"، مؤكداً أن "المفاوضات أثمرت مؤشراتٍ إيجابيّة خصوصًا أن أيّ
ضغطٍ في هذا الملفّ يمكن أن يُحدِث فرقاً خصوصًا أن هذا الموضوع يرخي بظلاله على
كل الفئات، والدولة لن تترك طريقاً إلا وتسلكه لإنهاء الملفّ". وعمّا إذا كان
الوفد المفاوض تلمّس مطلب الخاطفين قال القارحاني: "بصراحةٍ حتى نحن لم نفهم
حقيقة مطالب الخاطفين"، مشددًا على أن "أي ضجيج قد لا يفيد الملف".
ضغطٌ فرنسي؟
ولفت سفير منظمة حقوق الإنسان العالمية السفير علي خليل لـ "صدى البلد"
الى أن "الوسيط الأساسي يؤكد أن هيئة علماء سورية حسموا له إيجابية الأمور
ولكن تدخلاتٍ دولية إقليمية حالت دون إنهاء الملفّ". ووفق معلومات لـ
"صدى البلد" يبدو أن "الضغط هذه المرة أتى من جهة فرنسا على
الأتراك كي لا يُسلم المخطوفون للشيخ سالم". وعن فرضية دخول القاعدة على الخط
شدد خليل على أن "كل ما يقال في هذا المضمار لا أساس له، خصوصًا أن ابو
ابراهيم أقفل هاتفه وانتهى دوره. أما أبو جمعة فيضع الكرة في ملعب تركيا وقطر
ربطًا بالمجموعات اللبنانية التي تؤثر عليها هاتان الدولتان".
رفض تسليمهما للرافعي؟
وعلمت "صدى البلد" أنه تمّ عزل عوض ابراهيم وجميل صالح تمهيداً
لتسليمهما للأتراك بما يستجيب مع عزم الخاطفين على عدم تسليمهما للشيخ الرافعي كي
لا يذهب الفضل في تحريرهما حصراً الى الرئيس ميقاتي المقرّب من الرافعي، علمًا أن
الاعتراض أتى من الرئيس الحريري نفسه الذي دخل على خطّ الوساطات منذ فترة ليست
بقصيرة".
No comments:
Post a Comment