قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب
ميقاتي، إن لبنان هو من الدول التي يمكن ان تنتقل اليها الأزمة السورية، لكنه دعا
اللبنانيين الى الاتحاد، لأنهم «كلهم في باخرة واحدة قد تغرق إذا هبت العاصفة على
المنطقة». وأكد في مقابلة مع «رويترز» أمس، أن «ارتدادات ما يحصل في سورية تطاول
حتماً الدول المحيطة بها. هناك دول لديها نوع من المناعة ودول فيها أمن. وضعنا
الامني والسياسي والجغرافي في لبنان يجعلنا في موقف دقيق حيال ما يجري في سورية»،
لكنه أوضح أن «التصدي لهذا الامر يتم بوطنيتنا وتماسكنا ضد استيراد الازمة».
واعتبر أنه «إذا وصلت الأزمة لبنان،
فالخطر لن يستثني احداً. لا يظننّ أحد أنه سيستفيد والثاني في خطر، كلنا في باخرة
واحدة، إذا دخل إليها ماء من العاصفة القوية التي تهب على المنطقة، فيمكن ان تغرق
بنا»، مؤكداً أنه «حتى الآن استطعنا ان ننأى بأنفسنا، وأتمنى أن نبقى قادرين على
منع انتقال الأزمة، وهذا الامر لا يتم الا بوحدتنا».
وقال ميقاتي إنه طلب من السفير
اللبناني في دمشق ميشال خوري إبلاغ الخارجية السورية بالقصف الذي تتعرض له قرى
حدودية لبنانية متاخمة لسورية، متمنيا «ألاّ يتكرر سقوط القذائف»، وأضاف: «نأينا
بأنفسنا عن التدخل في سورية، لكن لا نريد ان يُقحمنا أحدٌ في ما يجري فيها من
احداث، كما لا نريد ان يحصل أي خطأ مع لبنان، أو أن يستورد أحد الأزمة إليه، لأنه
عندها سيكون الوضع مختلفاً. كما أننا لم ننأ بأنفسنا عن كل شيء إنساني. نحن نساعد
في الرعاية والإسكان والطبابة والتعليم والغذاء». وأعلن أن لبنان يؤوي «اكثر من
130 ألف سوري، بينهم نحو خمسين او ستين ألفاً من الميسورين، ونحو 60 الفاً بحاجة
الى المساعدة، والمسجَّلون لدى مفوضية شؤون اللاجئين لدينا نحو 40 ألفاً». ولفت
إلى أنه يتمنى للشعب السوري «الامن والامان، وأن تعود سورية الى طبيعتها»، وقال:
«حتماً السيناريوات متعددة، لكن ما يهمني هو أثر أي سيناريو على لبنان. تهمني
اليوم، رئيساً لحكومة لبنان، راحةُ بلدي وازدهاره وسلامته، وأتمنى ان تنتهي الازمة
السورية في أسرع وقت ممكن، وأن نرتاح مما يحصل في المنطقة».
ووصف ميقاتي تصريحات وزير الاعلام
السوري عمران الزعبي عن إدخال السلاح القطري والسعودي والتركي عبر لبنان، وقوله
إنه إذا لم يوقِف لبنان هذا الامر فسيرتد عليه، بأنه «كلام مؤسف». وقال: «كل شخص
يريد ان يستعمل لبنان اداةً يهدد بها الآخر، والواقع ان لبنان يُثبت كلَّ يوم أنه
ليس هكذا، وأن فيه دولة وحكومة وشعباً».
وأكد أنه «عندما تحصل عمليات خطف تتم
ملاحقتها ومعالجتها ويتم الإفراج عن المخطوفين، ونعمل دائماً في سبيل ذلك. لا يوجد
قرار بالخطف، بل يوجد فعل ورد فعل، لكنني متأكد ومطمئن الى إمكان المعالجة».
وأعلن متابعة موضوع خطف التركي ايدن
توفان (على يد أفراد من آل مقداد رداً على خطف حسان المقداد في سورية) بعد الإفراج
عن المخطوفين السوريين والكويتي. وأشار الى ان «لجنة وزارية تألفت لملاحقة موضوع
الخطف بمجمل». وأعلن في موضوع اللبنانيين المخطوفين في سورية، أن «هناك مفاوضات تجرى
الآن مع الجانب التركي، الذي يلعب مشكوراً دور الوسيط، قد تؤدي الى الإفراج عن
المخطوفين تباعاً، لكن حتى الآن لا يوجد شيء مؤكد».
وعلق على الانفلات الامني في بعض
المناطق، معتبراً «أننا نعيش في ظرف صعب، والمنطقة تعيش نوعاً من الغليان. لسوء
الحظ البعض يظن احياناً أنه يستطيع ان ينال من الدولة، لكنني أؤكد أنّ لا احد
يستطيع ان ينال من الدولة، التي تبقى الأقوى، وستبقى يدها الطولى في محاكمة مَن
يحاول ان يمس بالأمن».
واشار ميقاتي الى أن
«هناك حوادث صغيرة تحصل، لكن كل الفئات والطوائف والمذاهب لا تزال دعاة سلام،
وتعمل على عدم استيراد الازمة السورية الى لبنان». وطمأن، بعد طلب بعض الدول
العربية من رعاياها مغادرة لبنان «الإخوةَ العرب، وخصوصاً الإخوةَ الخليجيين، الى
أن لبنان هو موطنهم الثاني، وهم يعرفون الاحترام الذي يُكنه اللبنانيون لكل رعايا
هذه الدول، فهي راعية وحاضنة للبنانيين في بلادها... أتمنى ألاّ يترددوا في زيارة
لبنان. أؤكد ان الوضع اليوم آمن، والسلطات الأمنية تحافظ على المرافق الاساسية».
وأكد «وجود حكمةٍ لدى القيادات الخليجية، التي تعرف أنه إذا كان هناك أي إخلال
أمني في لبنان، فليس معنى ذلك ان يؤثرعلى اللبنانيين الذين يعملون في الخليج من
اجل لقمة العيش الكريم».
No comments:
Post a Comment