The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

July 27, 2009

Annahar - Tebnin prison

الأحد 26 تموز 2009 - السنة 76 - العدد 23766
تحقيقات
تأهيل سجن تبنين بسواعد شباب جمعية "فرح العطاء" وشاباتها
الهدف مساعدة البؤساء وتأمين حدّ أدنى من حقوق الإنسان وتعزيز المواطنية
من يصل الى تبنين، وتحديداً الى جانب السرايا يعلم ان ثمة ورشة قائمة في البلدة. أمام السرايا ورش قائمة و"همّة" شبابية من متطوعي جمعية "فرح العطاء". ترابة ورمل وبحص وحجارة، وشباب يعملون طوال النهار من أجل تأمين حد أدنى من حقوق الانسان والمواطنية والعيش الكريم... حتى للمحكومين!
نحو 30 شاباً وصبية من المناطق اللبنانية المختلفة الانتماءات، اختاروا العمل على تحسين أوضاع الانسان بدلاً من قضاء عطلتهم الصيفية بعيداً من الهموم والمشكلات. كل سنة، يختارون سجناً ليعيدوا تأهيله. يمضون معظم أوقاتهم بين أعمال اعادة التأهيل وبين التعرف الى أهالي البلدة التي يعملون فيها. هؤلاء هم متطوعو جمعية "فرح العطاء"، بدأوا العمل منذ ان كانوا صغاراً، نمت لديهم روح المسؤولية والمواطنية، رفضوا الحرب ونبذوا الطائفية، وأحسوا بمعاناة الناس وأوجاعهم، فقرروا تسليط الضوء على جمع شمل العائلة اللبنانية والعمل من أجل تغيير وضع البؤساء وظلم المجتمع وعلى رفض كل اهانة للانسان: هذه بعض أهداف جمعية "فرح العطاء".
لقد بدأ شباب الجمعية واجبهم الوطني بمخيمات صيفية عام 1985 للاولاد، ثم كبروا وانخرطوا في الجامعات فطلبوا العمل أكثر في المجتمع المؤلم وخصوصاً السجون، حيث رأوا حالة غير مرضية. عام 1997 بدأوا بمشروع "كنزة السجين" التي وزّعوها على كل الأحداث المسجونين، ورأوا الواقع المرير والقاسي جداً للسجون. وبما ان لديهم حساً بالمواطنية أرادوا تجسيد عملهم وأفكارهم انطلاقاً من تحسين أوضاع المدارس والسجون والأحياء البائسة ومساعدة ضحايا الانفجارات.
لماذا السجون؟
لأنها بكل بساطة واقع مرير. يؤمن الشباب المتطوعون في "فرح العطاء" ان التغيير والتحسين لا يحصلان الا بهمّة الشباب الراغبين بذلك. فتمّ التنسيق مع قوى الامن الداخلي وقيادة الدرك في بدء تجارب اعادة تأهيل السجون وتحديداً في المناطق.
التجربة الاولى كانت عام 2002 في عاليه، ثم ما لبثت ان تطورت أكثر في أميون وجبيل وبربر الخازن (أكملت العمل جمعية أخرى)، والبترون، واليوم في تبنين.
في سجن تبنين
السجن موجود في قبو تحت سرايا تبنين ومبني منذ حوالى 10 سنين فيه حوالى 71 سجيناً يتجمعون في غرفتين كبيرتين: الاولى عبارة عن 12،25 متراً طولاً و5،07 أمتار عرضاً وفيها 36 سجيناً، وتبلغ مساحة الثانية 13 متراً بالطول و4،25 أمتار بالعرض وفيها 20 سجيناً. اضافة الى 3 غرف صغيرة افرادية، مساحة كل غرفة متر ونصف المتر عرض و3،70 أمتار طول، مما يشكل اكتظاظاً كبيراً. وقد نقلوا الى سجن آخر حتى الانتهاء من الورشة. لا تهوئة في المكان ولا شمس ولا ضوء يدخلان اليها. أما النظافة فحدث ولا حرج، روائح كريهة وجدران صفراء اللون ونفايات تملأ المكان، وحتى جورة صحية موجودة داخل السجن وتنبعث منها الروائح.
"همّة" الشباب بدأت في تنظيف المكان من النفايات، مع استعمال الكمامات والكفوف. شباب وصبايا يعملون يداً واحدة وبفرح كبير من أجل تغيير الواقع المرير. تحت أشعة الشمس الحارقة يمضون أوقاتهم في العمل، عدّتهم الاحجار والترابة والكمامات والمسطرين وسقالات ومقدح... أي كل العدّة التي تستعمل في البناء. في غضون أسابيع سيتغيّر وضع سجن تبنين من الداخل والخارج. فهم يعملون على مد قساطل المياه الساخنة والباردة وأقنية المجارير واعادة تأهيل الحمامات، والكهرباء والتهوئة والجدران، ووضع نوافذ ليدخل النور الى الغرف، ومطبخ. كما تمّ دمج الغرف الثلاث الصغيرة لتصبح واحدة ولتزيد مساحتها بين 90 متراً و100 متر. حتى ان المكان المخصص لنزهات المساجين أضيفت اليه مقاعد ومجلى للغسيل خارجاً ومرآة لا تكسر... بمعنى آخر، ورشة اعادة تأهيل كاملة يشرف عليها مهندسون ومتخصّصون. أما ليلاً فهم ينامون في مدرسة تبنين ويتعرفون الى أهالي البلدة.
تأهيل للإنسان
عملية التأهيل هذه في حاجة الى مدة شهر لتنتهي. تقول تانيا أيوب، منسقة المشروع، ان التنسيق يتم مع وزارة الداخلية - قوى الامن الداخلي وقيادة الدرك ومع البلدية، اضافة الى الاهتمام بنسج علاقات مع أهالي البلدة.
فثمة نفضة كاملة لسجن تبنين، "لكن هدفنا ليس فقط تحسين وضع السجن من ناحية البناء والبنى التحتية، بل أيضاً مساعدة المساجين والبؤساء انسانياً ومن ناحية ثانية التواصل مع الناس".
أما المتطوعة جانين أيوب فتقول انه منذ دخولهم السجن شعروا بالمعاناة الحقيقية. "السجون في حاجة الى اعادة تأهيل، حتى لو كان السجناء ارتكبوا أخطاء ما ودفعوا ثمنها ببقائهم في السجن، لكن هذا لا يمنع ان تكون السجون نظيفة ومرتبة، مما يجعلهم يستعيدون كرامتهم ويعيدون النظر في العيش في طريقة صحيحة. وما نقوم به يصبّ في اطار المنفعة العامة".
وتؤكد أيوب ان "عملنا كمتطوعين في تأهيل السجون في المناطق سمح لنا بالتعرف الى المناطق اللبنانية والى الاهالي وعاداتهم وتقاليدهم، حتى ان بعضهم عرض علينا المساعدة في مهمتنا". أما رياض شقير الذي يحب عمل التطوع، فشدّد على ان مبادىء الجمعية هي الاحترام والمحبة والتسامح. يضيف شقير ان السجن في الحالة التي كان فيها سيىء جداً، وبالتالي هذه الحالة لا تجعل السجين يتقيد بالقوانين ويجعله يخرج منه أسوأ مما كان. "بالنسبة الينا عملية تأهيل السجون تعتبر ايضاً تأهيلاً للانسان مهما تكن درجة خطأه، فنحن نجعلهم يعيشون في مكان أفضل انسانياً وصحياً من أجل أن يكمل حياته عندما يخرج في طريقة صحية وصحيحة".
خطة تأهيل السجون
لقد وضع القيمون في جمعية "فرح العطاء" خطة مبنية على 5 نقاط من اجل تأهيل السجون:
الاولى، تحسين ظروف عيش السجين، وذلك عبر تأهيل المباني والبنى التحتية، اضافة الى اهتمام خاص بتحسين شروط الاقامة التي تفرض وضع سرير وخزانة لكل سجين.
ثانياً، الصيانة: اذ من الضروري صيانة الاعمال سنوياً بعد عملية التأهيل، وهذا الامر يتمّ درسه مع المعنيين في ادارة السجون والجهات الرسمية.
ثالثاً، ثمة محاولة اليوم لتخصيص مرشدات اجتماعيات لكل سجن، لتكون على تواصل دائم بين السجناء وأهاليهم وادارة السجن.
رابعاً، أيضاً ثمة محاولة لتقديم المساعدة في تأهيل آمري السجون والعناصر المولجة الاهتمام بالسجون، عبر محاولة التشبيك بين كل الجمعيات التي تقدم المساعدة للسجون.
خامساً، مكننة ادارة السجون، بمعنى معرفة كل مشكلة على حدة ومعالجتها، بدءاً من الاكتظاظ، الى انتهاء السجين من مدة عقوبته، وتأهيل الادارة من زاوية حقوق الانسان وتسهيل عمل الادارة. علماً ان النقاط الثلاث الاخيرة تتمّ دراستها جيداً من اجل عرضها على المعنيين والقيمين على ادارة السجون لتكون قابلة للتنفيذ.
***
يظهر جلياً ان ثمة خبرات اكتسبها هؤلاء الشباب في عملية تأهيل السجون، فبعد سجن البترون النموذجي، يعتبر الشباب ان سجن تبنين سيكون أيضاً نموذجياً من ناحية صيانته. ويجمع الشباب على ان الهدف ليس فقط الاهتمام بالسجون بل أيضاً خلق فرص لشباب لبنان ان يجتمعوا سوياً من المناطق اللبنانية والانتماءات المختلفة وأن يبرهنوا انهم يستطيعون التغيير الى الاحسن في بلدهم وأن يكونوا إيجابيين، وكذلك ان يكسروا كل جدران الخوف، وذلك عبر الاعمال التي تعزز المواطنية.
ألين فرح


.........................................................................................................................................................................................
جميع الحقوق محفوظة - © جريدة النهار 2009

No comments:

Post a Comment

Archives