The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

October 1, 2012

Assafir - Une campagnie pour libérer les lieux publics, October 1 2012


احتلت «مشاع»، نهار الجمعة الماضي، «فندق السان جورج». تحول جانب منه إلى مسرح احتجاج فني. بدا كأن الحضور يسعى إلى تأسيس علاقة مقطوعة مع المكان وجواره. هذه أملاك عامة. أو كانت كذلك. لكن الناس حُصروا في مكان محدد. حاولوا فردياً تجاوزه. لاحقهم أمن الفندق. كأن السماح بالدخول المجاني مرسوم في مجال الترويج. ليس هذا غير تفسير عملي لمعنى «التحالف المرحلي» بين الحملة والفندق.
كانت العين على «سوليدير». يريدون عزلها. جرب الحضور تأسيس نوستالجيا مع مكان مفقود. كأنه زمن الحق. غلب الشباب في حضورهم حفل إطلاق حملة «مشاع». يفترض هذا أن أغلبهم لم يرَ «البلد» في هندسته السابقة. تأسيس علاقة، بهذا المعنى، يقارب حنيناً متخيلاً. كأنه فردوس. يركن هؤلاء، حالهم حال مَن لم تأخذه «سوليدير» في صورها، إلى تمثلات ممجدة لبيروت ذلك الزمن. لا تظهر هذه، في عكس الكلام عن «أيامها الراهنة»، إلا ملتقى مفتوحاً ومتاحاً للجميع. يحضر أيضاً أحياناً حديث حب الطوائف لبعضها. بيروت للكل إذاً. لكن هذه في الزمن نفسه انقسمت، بخط تماس، جبهتين عمرا احتراباً أهلياً. كأن تهويم بيروت هواية.
بدت المقاربة بالحقوق المسلوبة أكثر نفعاً. القول إن «قلب المدينة» كان أجملَ أو «أكثر اقتصادية» منه الآن، كما في بعض خطاب «تجمع أصحاب الحقوق في الوسط التجاري» لا يفيد. لكنه مفهوم. صار هذا التجمع «التاريخي»، كما وصفه أحد أعضائه، عتيقاً. مقاربتهم للمسألة محدودة، على الأرجح، ومُتجاوزة. يسبق أصغر أعضائه الحضور، الناشطين، بما لا يقل عن عقدين. لكنهم يظلون «المتضررين المباشرين» من مشروع «سوليدير». تغير وسط العاصمة وتغير أهله. خسر 135 ألف لبناني بيوتهم وأماكن عملهم نتيجة استيلاء «سوليدير» على «الوسط». عمل أهل «التجمع» وأهلهم، وعاشوا، ثمانين سنة «في هذا المكان». «جعلناه يصل إلى المستويات العالمية»، وفق قسطنطين كرم المتحدث باسم التجمع. «صنفنا في السبعينيات بين الأغلى عالمياً». كانوا ينتظرون انتهاء الحرب ليعيدوا إعماره. «لكننا أُخرجنا عنوة. سُحب الوسط منا. أعطينا بدلاً منه أسهماً ورقية تنزل وتطلع ولا تعني شيئاً. نريد استعادة دورنا». ليس وسط بيروت اليوم للبنانيين كافة. «نحن جزء منكم. لو عدنا إليه، يعني أن جزءاً من الشعب سيعود». 
الاستعانة بأصحاب الحقوق أقرب إلى الرمزية. تسير الحملة وفقاً لخطة خاصة. «المانيفستو». تسعى، إذاً، الحملة إلى استرجاع الأماكن العامة المسلوبة من الشعب لمصلحة فئة معينة، وفق فضل فقيه مسؤول الحملات في «جمعية الخط الأخضر» الناشطة في «مشاع». تحوّلت منطقة وسط بيروت، «الزيتونة باي» مثلاً، منطقة ممنوعة «على ذوي الدخل المحدود». عدا سياسة إصدار المراسيم على مقاسات بعض المشاريع ضد مشاريع استثمارية أخرى. وليس هذا غير محسوبية واستنفاع على حساب حقوق الناس. تعرضت المنطقة، وفق فقه، لتشويه معنوي وجغرافي. تغيرت أسماؤها التاريخية. كأن ما سبقها قد مُحي. خليج مار جرجس مثلاً. ردم البحر أيضاً واستملكته «سوليدير». صار ممنوعاً على المواطنين. «نريد من هذا الحفل تحفيزهم على التحرك معنا، من أجل استرجاع حقوقهم. ذلك أنهم متضررون بشكل مباشر».
يؤكد فقيه لـ«السفير» أن الحملة ليست ضد أحد. ولا خلفية سياسية لها غير سياسة حق المواطن. «يحاول البعض أن يأخذنا إلى خانة طائفية. هذا غير مفهوم. لم نحصر حملتنا ضد سوليدير. سننطلق منها فحسب لنصل إلى تحريرالأماكن العامة المحتلة كلها».
استضاف «السان جورج» الحفل، أليس مخالفاً هو أيضاً؟ يقر فقيه بذلك. «لسنا مع السان جورج. لكننا الآن في حلف استراتيجي. إذ إن عدو عدوي حليفي. أدخلنا اليوم، ضمن هذا السياق، الناس إليه مجاناً. هذا حقهم. لاحقاً سنعمل أيضاً على استعادته لمصلحة الشعب. لكن يبقى أن مساحة سوليدير، الآن، تفوق مساحته بعشرين مرة». 
هذا ما أكده محمد زبيب أيضاً في «خطاب الحملة» في حفل الإطلاق. «هذه (السان جورج) أرض مشاع أيضاً. سنستردّه من هنا إلى الناقورة». يقول زبيب إن هذه ليست مزحة. وهو إذ يكرر الجملة نفــسها بين تصــعيد وآخر يحاول جعلنا نصدق «الإمكانية». وصلت الأمور إلى مرحلة لا تحتمل «تجب مواجهــتها بكل الوسائل وليس القانونية فحسب». يريدون أن يحوّلوا خط تماس الحرب في بيروت إلى جدار فصل طبقي وطائفي بين اللبنانيين. «صنعوا قانونـهم فتملكت سوليدير الأرض غصباً عنا. أخذوا ثلاثين مليار دولار من اللبنانيين ولم يتحرك أحد بعد». هذه ليست مزحة.


No comments:

Post a Comment

Archives