The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

February 11, 2015

As-Safir - Kora Where the Ministry of Social Affairs from the Rights of Disabled Persons, February 11, 2015



الكورة: أين وزارة الشؤون من حقوق المعوقين؟ 

فاديا دعبول 



لم تضعف الإعاقة الجسدية سميرة طنوس منذ الطفولة، ولم تدفع العمليات الجراحية ال 12 في عظامها إلى الاستسلام يوما، كذلك لم يتمكن السرطان في صدرها من القضاء على إرادتها الصلبة وتصميمها على الاستمرار والبقاء وهي في الخمسينيات من عمرها. وعكس ذلك فقد زادها ما حصل معها إيمانا بربها وثقة بنفسها ومنحها نعمة الصبر والتعمق في الصلاة. حتى باتت تطمح لتوثيق سيرة حياتها، وعرضها عبرة لكل مريض، ليتعالى عن جراحه وآلامه ويقوى على مواجهة مصاعب الحياة.
غير أن التجربة الكبرى لسميرة كانت عندما اكتشفت، منذ أكثر من ست سنوات، إصابتها بالسرطان، خلال زياح بذخائر أحد القديسين الشافين لهذا المرض في بلدتها كوسبا. بحيث اتصلت في اليوم الثاني من الزياح بطبيبتها الخاصة، وطلبت منها تلقيحها ضد الرشح، والكشف عليها. فما كان من الطبيبة التي اكتشفت ورما في الصدر إلا أن طلبت منها الخضوع لفحوصات خاصة.
وفيما استوجبت الفحوصات إجراء عملية زرع لعينة من الورم، قصدت سميرة سيدة حماطورة للصلاة. في الطريق وجدت إناء يحوي شتلة يابسة، فما كان منها إلا أن سقتها بالمياه، وربطت إعادة اخضرارها بقبول الله صلاتها وشفائها. وكان لها بعد فترة قصيرة ما أرادت، ما زادها املا بشفائها رغم خضوعها لعملية استئصال صدرها، وخضوعها لجلسات كيميائية، إلا أن ذلك لم يترك لديها اي اثر سلبي على نفسيتها او الما بجسدها. وهي منذ ذلك الحين تقصد حماطورة، للصلاة لكل مريض تعرفه و" العذراء لا تخذلها" على حد تأكيدها.
على الرغم من إعاقة سميرة الجسدية، منذ ربيعها الثاني، إلا أنها لم تستسلم بل توجهت إلى الأشغال اليدوية، التي ما لبثت أن امتهنتها على اختلافها، من الصوف والإبرة والتطريز والصنارة، إضافة إلى الرسم التراثي على الفخار والسيراميك. كما أنها واكبت تطورات العصر وخضعت لدورات متعلقة بالأشغال على الكومبيوتر، تفوقت بها، ما دفع جمعية واحة الفرح الخاصة بالمعوقين إلى الاستعانة بخبراتها وتكليفها تدريب التلامذة في الجمعية على الأشغال اليدوية والحرفية. وهي تشارك بمعارض تلقى إعجاب كل من يشهدها. لذا تطمح لتنظيم معرض خاص باشغالها يوما ما.
رغم كل الأمل والتفاؤل والفرح الذي يملأ قلب سميرة وتنقله للآخرين، إلا أن عتبها شديد على وزارة الشؤون الاجتماعية التي تهمل المعوقين، وإن بالحد الأدنى من التقديمات، وذلك على خلاف البلدان المتطورة إن بالنسبة للمساعدات المالية أو بتسهيل تنقلاتهم. فهي تعيش وحيدة مع والدتها العجوز، وكانت تلقى صعوبات جمة في تنقلاتها على الكرسي اليدوي إلى أن قدمت لها إحدى الجمعيات كرسيا كهربائيا كانت تعجز عن شرائه. ما جعل كثير من المعوقين يحسدونها عليه لعدم إمكانياتهم المالية من شرائه ب2500 دولار أميركي. إلا أن الصعوبات تبقى لدى كل عملية صيانة للكرسي لعدم توفرها في المناطق، واضطرارها لشحنها إلى بيروت والانتظار ثلاثة أشهر على الأقل لاستعادتها. ولا تخفي خيبتها حينما احتاجت لكرسي "رافع" إثر خضوعها لعملية استئصال صدرها واستحالة شرائه ب4500 دولار أميركي ما دفعها إلى شراء "عفريت" سيارة وتجهيزه مثل كرسي بديل عن الرافع، وفق القول الشائع "الحاجة أم الاختراع".
تتمنى سميرة وغيرها من المعوقين، إن لم يحصلوا على الرعاية الكاملة التي تقدمها الدول المتحضرة لمثلهم، على الأقل على وزير الشؤون الاجتماعية توجيه تعميم لكل الأماكن العامة والبلديات لتجهيز أرصفة خاصة ومواقف لمعوقين يرفضون دفن حياتهم في المنزل، لأنهم يستحقون الحياة.

No comments:

Post a Comment

Archives