إطلاق مشروع إعادة تأهيل مكبّ النفايات في صيدا وتحويله إلى حديقة عامّة الخوري: هو الجبل الوحيد الذي لن نتوانى عن إزالته
اعتبر وزير البيئة ناظم الخوري، أنّ «جبل النفايات في صيدا اكتسب شهرةً لا يصحّ التغنّي بها، وأنّه مَعلم لا نريد الحفاظ عليه، والجبل الوحيد الذي لن نتوانى عن إزالته».
كلام الخوري جاء خلال إطلاق مشروع إعادة تأهيل مكبّ النفايات في صيدا، وتحويله إلى حديقة خضراء، وذلك خلال حفلٍ نظّمته بلدية المدينة قرب موقع المكبّ على البولفار البحري، وتخلّله توقيع اتفاقية المشروع بين وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتّحدة الإنمائي، والممثل المقيم للبرنامج في لبنان روبرت واتكنز.
حضر الاحتفال كل من النواب: علي عسيران، ميشال موسى، فؤاد السنيورة، وبهية الحريري، محافظ لبنان الجنوبي نقولا أبو ضاهر، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، المفتي الجعفري في صيدا ومنطقتها الشيخ محمد عسيران، رئيس البلدية محمد السعودي وأعضاء المجلس البلدي، النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج، قائد منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد طارق عبد الله، المدير الإقليمي في أمن الدولة في الجنوب العميد طارق عويدات، قائد سرية صيدا الإقليمية العقيد ماهر الحلبي، رئيس تجمّع العلماء المسلمين الشيخ أحمد الزين، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح، الدكتور عبد الرحمن البزري، رئيس «تيّار الفجر» عبد الله الترياقي، وعدد من مسؤولي الأحزاب والفصائل الفلسطينية، وفاعليات من المدينة والجوار.
السعودي
بعد النشيد الوطني، ألقى السعودي كلمةً جاء فيها: «إنّ هذه الحركة التي ترونها في هذه البقعة من صيدا تشمل: إنشاء الحاجز البحري، تشغيل معمل فرز النفايات الصلبة، وإنشاء الميناء التجاري والسياحي»، وقال: «ما نحن بصدده في هذا اليوم، هو المرحلة الثالثة والأخيرة في جدول إزالة الجبل، وذلك من خلال توقيع اتفاقية إطلاق مشروع إعادة تأهيل مكبّ النفايات».
واتكنز
من جهته، قال واتكنز: «في السنوات القليلة الماضية، أحرز لبنان تقدّماً على صعيد اعتماد مبادرات لإحياء البيئة وحمايتها. ولكن التحدّيات التي أمامنا ما زالت كبيرة لا بل هائلة. فالتقرير الذي صدر أخيراً وحمل عنوان «حال البيئة واتجاهاتها»، الذي أصدرته وزارة البيئة، يصف الضغط الكبير على الموارد البيئية المحدودة في لبنان بسبب النمو الاقتصادي والتوسّع السكاني. ومن بين الأمور الأساسية التي أُلقِيَ الضوء عليها، وردت مسألة سوء إدارة الأراضي، وخسارة الموارد الأساسية للتنوّع البيولوجي، والانبعاث المستمر للمواد المضرّة بطبقة الأوزون، وسوء إدارة النفايات الصلبة، وارتفاع نسبة تلوّث الهواء، ونقص فرص الحصول على المياه النظيفة».
وقال: «لطالما كان المكبّ في صيدا مصدر قلقٍ لهذه المدينة وللبنان بأسره. وفي الواقع، يساهم المكبّ بانبعاث غازات مضرّة في الهواء الذي نتنفسه ويتسرّب إلى مياه البحر التي تؤمّن لنا الاستدامة، و يؤدّي إلى حرائق متفرّقة تكون مصدر قلق كبير للبيئة ولسكان المدينة صيدا. وكان الأثر عابراً للبحر أيضاً، إذ تلقّينا مراراً شكاوى من قبرص بشأن وصول النفايات إلى شواطئها».
الخوري
وشهد الحفل كلمتين لكل من الحريري والسنيورة، ثمّ ألقى الخوري كلمةً جاء فيها: «لكم انتظر الصيداويون هذا الحدث الهامّ، لا بل لَكَم انتظره اللبنانيون وجيران اللبنانيين على شواطئ المتوسط. إلى درجة أنّهم ما كانوا ليصدّقوا أنّ هذا المشروع سيتحقّق فعلاً لولا الدعوة اليوم (أمس) إلى حفل توقيع هذا المشروع الحيوي؛ والأرجح أنّهم لن يصدقوا التنفيذ العمليّ على الأرض إلّا بعد أن يغيب هذا المعلم ويمحى من خارطة لبنان. وكيف يلامون بعد أن مرّت العقود وهذا الملفّ لا يزال يراوح مكانه؟».
وأضاف: «صمد هذا المكبّ حتّى غدا جبلاً، ذا شهرة عالمية تكرّست في الفيلم الوثائقي الأخير «Trashed» للممثل «Jeremy Irons»، هذا الفيلم الوثائقي الذي شاءه الممثل لشحن الحسّ البيئي وتحريكه عالمياً، فاختار هذا الموقع اللبنانيّ ليكون صورةً ومثالا لمشاكل كهذه. إنّها الشهرة التي لا يصحّ التغنّي بها، إنّه المَعلَم الذي لا نريد الحفاظ عليه، إنّه الجبل الوحيد الذي لن نتوانى عن إزالته».
وتوجّه إلى الإعلاميين قائلاً: «آمل منكم أن تعوا المسؤولية التي تقع على عاتقكم في تحسين صورة لبنان، إنّ الكرة في ملعبكم الآن للتحرّك بالمستوى المطلوب. وحدكم تستطيعون لعب هذا الدور الهامّ بعد أن أتمّت الهيئات الرسمية والبلدية واجباتها».
وأكّد «أنّ هذا الإنجاز ما كان ليبصر النور لولا التعاون بين الأطراف المعنية كلّها، من وزارة وبلدية وقطاع أهلي، وخصوصاً بجهود برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي، شريك وزارة البيئة الأساس في عدد من المجالات».
No comments:
Post a Comment