أعداد النازحين السوريين بدأت تُلقي بثقلها
مع اقتراب فصل الشتاء وتضاؤل المساعدات
ميشال حلاق
بدأت أعداد النازحين السوريين الكثيفة والمتدفقة باستمرار في اتجاه الاراضي اللبنانية ترخي بثقلها الكبير على مجمل الاوضاع في المناطق التي تقصدها هذه العائلات التي هي في امسّ الحاجة الى المساعدة حيث ان ابناءها خرجوا هاربين من دوامة العنف بما عليهم من ثياب لا يملكون شيئاً، في وقت غصّت منازل العائلات اللبنانية في القرى والبلدات الحدودية وتحديداً في وادي خالد ومشتى حسن ومشتى حمود وجبل اكروم وغيرها في الداخل العكاري التي تستقبل القسم الاكبر من السوريين الوافدين تباعاً منذ بدء الازمة اي قبل نحو 18 شهراً، والامور على ما هي، فلا ساعة العودة قريبة وفق ما هو واضح الى الآن، ولا امكان للبقاء وسط اوضاع معيشية صعبة وظروف عمل غير متاحة، والمساعدات التي كانت تغدق ذات اليمين وذات اليسار باتت الآن غير متوافرة بالشكل الذي يمكن ان يفي بالحاجات على ابواب فصل الشتاء والبرد، والهاجس الاكبر هو مأوى دافئ وقوت عيش يقي من جوع ومدرسة تؤوي آلاف التلامذة الذين غابوا عن مدارسهم قسراً.
وأبدى رئيس بلدية مشتى حمود ناجي رمضان استياءه من الواقع المزري الذي يعانيه النازحون كما العائلات اللبنانية، وقال: "ان المساعدات الغذائية والانمائية التي كانت توزع دورياً على العائلات السورية لم تصل اليها منذ بداية شهر آب والحاجات كبيرة ونحن على ابواب الشتاء والضائقة الاقتصادية الى تصاعد والعائلات اللبنانية المضيفة تفكر، اذا ما استمر الوضع على ما هو، ولا اهتمام من المسؤولين المعنيين، باخراج العائلات السورية من المنازل بحيث انهم باتوا غير قادرين على تحمل الاعباء الكبيرة الملقاة على عاتقهم ولا احد يرد على المناشدات المتكررة التي ابلغناها مراراً وتكراراً الى الجهات المعنية من الهيئة العليا للاغاثة الى مفوضية اللاجئين وكل الجهات الدولية الشريكة والمهتمة بشؤون النازحين، لكن لا جواب".
وأوضح: "في بلدات مشتى حسن ومشتى حمود والخالصة والبقيعة اكثر من 2500 نازح سوري منهم 250 عائلة تسكن في منازل عائلات مشتى حمود. حتى المساعدات السعودية والقطرية والاماراتية التي وزعت في العديد من المناطق اللبنانية لم يصل منها إلا النذر القليل الى العائلات السورية في هذه البلدة وجوارها، وهذا أمر لم يعد ممكناً السكوت عنه وخصوصاً ان اعداد النازحين الى ازدياد وطاقات الأهالي قد نفدت وباتت العائلات اللبنانية في أمس الحاجة الى المساعدة. وهذه مسؤولية الدولة اللبنانية والجهات الدولية التي تقول انها مهتمة لاغاثة النازحين". واعتبر ان نقل مركز تسجيل النازحين من عكار الى طرابلس "شكل عائقاً كبيراً بالنسبة الى النازحين غير القادرين على التحرك ودفع تكاليف الانتقال الى طرابلس لتسجيل اسمائهم".
من جهته، علق المنسق العام لتيار "المستقبل" في عكار خالد طه على التطورات الحدودية مع سوريا ببيان جاء فيه: "مرة جديدة، المشهد يتكرر وصراخ الاطفال والنساء يعلو لفقد قريب رحل. مرة جديدة اشتعلت المناطق الحدودية الشمالية للبنان في وادي خالد برصاص القتل والتدمير من جانب شبيحة الاسد ونظامه المجرم. وادي خالد في كل مرة، وفي كل مرة شهداء وابرياء ونازحون وانتهاك لسيادة الوطن ولكرامة اللبنانيين.
إن الانتهاكات المتكررة على ابناء عكار ووادي خالد خصوصاً ما هي إلا تحرّش بهذه المناطق لفتح النار عليها باذن شرعي مطلق ومحاولة سافرة من أزلام النظام وشبيحته لفرض هيبته وضرب طوق أمني على المناطق المؤيدة للثورة وعلى حرية السوريين المقهورين والمنتصرين لوطنهم وأعراضهم". وسجلت عودة عدد من العائلات السورية التي كانت نزحت عن العويشات والمعاجير – تل الفرح قبل ثلاثة أيام. ولوحظ تحرك جرارات زراعية محملة بالامتعة والفرش واغطية تعبر القرى والبلدات في وادي خالد في اتجاه الاراضي السورية، في حين آثرت عائلات أخرى البقاء في الاماكن التي نزحت اليها.
No comments:
Post a Comment