مهرجان بيروت الدولي للسينما انطلق أمس
ساندرا
الخوري
بالامس كانت انطلاقة الدورة الـ12 لمهرجان بيروت الدولي للسينما. وخلافاً للسنوات السابقة، كانت الافتتاحية لبنانية هذا العام مع لارا سابا التي قدّمت فيلمها "قصة ثواني". كما انتقل مقرّ هذا الحدث من السوديكو الى صالات بلانيت أبراج. يستمر المهرجان حتى 11 الجاري حيث يختتم بفيلم "لوبر" للمخرجة الاميركية راين جونسون.
تغييرات كثيرة طرأت هذا العام على برنامج المهرجان. بعض الفئات اختفى، في حين أُدرجت فئات جديدة. كما أُلغيت مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وبقيت مسابقتا الافلام الشرق أوسطية القصيرة والأفلام الشرق أوسطية الوثائقية. هذه الدورة أصغر حجماً وتنوعاً من غيرها و"رمزية" كما لفتت مديرة المهرجان كوليت نوفل خلال مؤتمر صحافي قبل أسابيع سبق انطلاقة الحدث. وذلك يعود الى الظروف التي عاشها لبنان في الفترة الاخيرة وما نتج من تحذير بعض الدول رعاياها من التوجه الى لبنان.
57 فيلماً إذاً في مجموع الاعمال المعروضة، تتوزع على سبع فئات: بانوراما، مسابقتان، زاوية لبنانية، استعادة لأفلام كوريسماكي، فئة للأعمال التي تتناول حقوق الانسان إضافة الى استعادة خاصة لستانلي كيوبريك.
في ما يتعلّق بفيلم الافتتاح، فهو العمل الروائي الطويل الأول للمخرجة لارا سابا التي أوضحت أن "الفكرة المحورية في الفيلم هي أن أقدار البشر مترابطة". وبحسب الملف الصحافي للعمل، الذي لم نكن قد شاهدناه بعد لدى كتابة هذه المقالة، فالشخصيات في هذا العمل تنتمي الى خلفيات اجتماعية مختلفة. والقصة تتبع ثلاث شخصيات: نور فقدت اهلها في حادث سيارة، فانقلبت حياتها رأساً على عقب. انديا تملك كل ما تحلم به امرأة، باستثناء طفل، في حين أن مروان مراهق يعيش مع أم مدمنة كحول وسيئة السمعة، فيهرب من المنزل.
في فئة بانوراما، عدد من الافلام التي تستحق المشاركة، ولعلّ أبرزها الفيلم الروماني "خلف التلال" لكريستيان مونجيو، الذي حاز جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان الاخير، كما حصدت بطلتاه جائزة أفضل ممثلة مناصفة. يتوقف الفيلم على الصراع بين حب فويشيتا لامرأة أخرى (ألينا)، وبين حياتها في الدير مع الراهبات وأب. لن تجري الامور كما خططت لها ألينا عندما تقرر زيارة صديقتها التي ترعرعت معها في المدرسة الداخلية. فمن باتت آخر ما تملكه ألينا في الدنيا تبدو ممزقة الى حد كبير بين حبها القديم وحياتها الجديدة. الا أن المخرج يلقي في هذا الفيلم نظرة قاسية وانتقادية لبعض الطقوس التي يخضع لها من يعيشون في هذا الدير، والتي ستقود الجميع الى نهاية مؤلمة جداً. فيركّز مونجيو من جهة أخرى على الصراع بين الحب الانساني والصورة التي تُرسم عن الله وممارسات طرد الارواح.
بانوراما
ومن الافلام الاخرى التي تستحق المشاهدة، فيلم "الصيد" الذي كان عُرض كذلك في مهرجان كان هذه السنة. العمل جدير بالثناء خصوصاً من جهة التمثيل، إذ حصد عنه الدنمركي مادس ميكلسن جائزة أفضل ممثل بعد اضطلاعه بشخصية رجل أربعيني تنقلب حياته جحيماً بسبب اتهامه خطأ بالتحرش الجنسي بالاولاد. فيصور الفيلم التدهور النفسي لحالة الشخصية التي تتعرض لازدراء محيطها. فيصر المجتمع على إدانتها خاضعاً لغرائزه وأفكاره المسبقة.
أفلام الثورة
وضمن "بانوراما" أيضاً فيلمان وثائقيان عن مصر وثورة 25 يناير، هما "انتفاضة" للمخرج الأميركي فريديريك ستانتون، و"المرنون" للإيطالي فرانشيسكو كازولو. وتحتلّ الثورات في البلدان العربية حصة من الافلام المعروضة كذلك ضمن المسابقتين، نذكر منها "عيون الحرية... شارع الموت" للمخرجين أحمد صلاح سوني ورمضان صلاح، و"وداعاً مبارك" لكاتيا جرجورة، إضافة الى فيلم "دمشق ... مواجهة مع الذاكرة" للفرنسية من أصل سوري ماري سورا الذي كانت برمجته في مهرجان الافلام اللبنانية في الشهر الماضي أُلغيت.
من الفئات التي غابت هذا العام، والتي ضمّتها الدورتان السابقتان، تلك المخصصة للأعمال التي لها علاقة بالمطبخ. كما غاب القسم المخصص لأفلام الاولاد لأسباب لم تبدو واضحة.
ومديرة المهرجان أكدّت أن المهرجان في دورته الحالية يقدّم فرصة لمواهب جديدة في لبنان لتبرز، فأولى الحدث اهتماماً خاصاً بالمخرجين المحليين تجلى عبر فئة "الزاوية اللبنانية".
تحيّتان
وتندرج في برمجمة هذا العام تحيتان الى مخرجين بارزين طبعا عالم السينما، هما ستانلي كيوبريك وآكي كوريسماكي. ستتاح الفرصة أمام الجمهور لاعادة مشاهدة أو اكتشاف أفلام مثل "كلوكوورك أورينج" و"2001: أوديسا الفضاء" و"دكتور سترانجلوف"، إضافة الى أعمال أخرى من إخراج المعلّم الكبير كيوبريك. كما يتيح المهرجان فرصة أيضاً لمشاهدة بعض من أفلام المخرج الفنلندي كوريسماكي مثل "رجل من دون ماض" و"ماتش فاكتوري غيرل" إضافة الى أحدث أعمال المخرج "لو هافر" الذي عُرض ضمن المسابقة الرسمية العام الماضي في مهرجان كان.
نلفت أخيراً الى إدراج فئة جديدة أخرى هذا العام تتمثّل بأفلام تتناول حقوق الانسان، ستعرض ضمنها أربعة أفلام لها علاقة بهذا
No comments:
Post a Comment