عشيرة المقداد تلوّح بالتحرك مجدداً بعد عودة سليمان
وسطاء نقلوا تحذيراً من الجيش وموقف "حزب الله" ملتبس
عباس الصباغ
"أبناؤنا ليسوا ارهابيين، أهلنا الكرام ندعوكم الى الاعتصام السلمي المفتوح (...)". هذه الرسالة النصية (إس. إم. إس.) ارسلت الى عدد كبير من افراد عشيرة المقداد قبل يومين.
وحددت مكان الدعوة الى الاعتصام المفتوح في الضاحية الجنوبية وربما وصولاً الى طريق المطار وبلدة مقنة (بعلبك). وجاء قرار عشيرة المقداد و"رابطة المقداد" بعد مشاورات بدأت في الرويس في الضاحية الجنوبية واستكملت في اجتماع موسع في مقنة على خلفية توقيف الجيش عدداً من افراد العشيرة أبرزهم الناطق الاعلامي باسمها ماهر المقداد وشقيقه حسن وستة آخرون بسبب ضلوعهم في اعمال الخطف التي شهدتها الضاحية الجنوبية بدءاً من 15 آب الفائت وطاولت سوريين وتركياً لمبادلتهم بحسان المقداد المخطوف في سوريا لدى مسلحين من المعارضة السورية، على ما يقول آل المقداد.
وفي معلومات لـ"النهار" ان عشيرة المقداد عندما سلمت التركي توفان تيكين الى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم حصلت على ضمانات بطريقة غير مباشرة بعدم توقيف ماهر المقداد باعتباره ناطقاً اعلامياً ولم يتدخل في أعمال الخطف. وفي 11 ايلول اجتمع "وجهاء العشيرة" في الرويس وطلبوا الى ماهر تسليمهم توفان تيكين ليسلموه بدورهم الى اللواء ابرهيم، علماً ان تيكين ظل يلازم ماهر بعد بدء عمليات الدهم التي نفذها الجيش في الضاحية وانتقل معه الى اكثر من شقة في الضاحية، وتنفي مصادر العشيرة ان يكون الجيش قد نجح في تحرير المخطوف التركي، وتضيف: "قبل تسليمه مساء 11 ايلول كان برفقة ماهر، وحتى عندما اوردت بعض وسائل الاعلام الخبر العاجل عن اطلاقه كان تيكين يسمع الخبر وهو برفقة ماهر مما يعني ان العائلة سلمته طوعاً وليس تحت الضغط".
وسبقت ذلك وفق مصادر آل المقداد محاولات لمرجعيات سياسية في لبنان وخارجه من أجل اقناع العشيرة بتسليم المخطوف التركي، وعرضت في المقابل مبالغ اقلها مليون ونصف مليون دولار، لكن الرد جاء سلبياً من عشيرة المقداد مما يفسر اللجوء الى حملة الدهم في الضاحية وتوقيف 8 أشخاص، رغم ان الصفقة كانت تقضي بالتوصل الى مخرج قانوني يضمن عدم توقيف الخاطفين على غرار ما حصل مع ما يسمى بـ"سرايا المختار الثقفي" التي سلمت المخطوف التركي الثاني عبد الباسط اصلان ولم توقف الاجهزة الامنية اي متورط في خطفه.
وتضيف المصادر لـ"النهار" ان زعيم كتلة نيابية اتصل عبر احد نوابه بماهر المقداد، واضعاً امكاناته في تصرف العشيرة لاطلاق سراح ابنها حسان لقاء تسليمه المخطوف التركي، وعاود النائب القريب من زعيم الكتلة الاتصال بماهر لاقناعه بتسليم تيكين بعدما جزم ان حسان المقداد ليس في عهدة "الجيش السوري الحر"، وبالتالي لا تستطيع انقرة المساعدة في اطلاقه على خلاف قضية المخطوفين الـ11 قرب الحدود التركية السورية.
كان ذلك يجري في موازاة تطمينات وصلت الى عشيرة المقداد عن حال ابنها المخطوف بعدما زار احد الوسطاء المجموعة التي ادعت خطفه في منطقة السبينة بريف دمشق. وتسارعت الاحداث ونجحت مخابرات الجيش في توقيف ماهر المقداد في منطقة أمنية في قلب الضاحية، وسط همس عن تسهيل "حزب الله" عملية التوقيف، على ان يفصل ملف ماهر المقداد عن ملف سائر الموقوفين من العشيرة. وبعد اتصالات كثيفة تراجعت العشيرة عن قرارها بالتصعيد عشية زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان في 14 أيلول الفائت، وكانت الوعود تتقاطع عند اقتراب موعد اطلاق ماهر المقداد، لكنها بقيت وعوداً. وفي اتصال بأحد وجهاء العشيرة عن التحرك الذي تنوي العشيرة تنفيذه، افاد "النهار" بأنه "سيكون كبيراً، ولن يقتصر على اوتوستراد السيد هادي نصرالله في الضاحية، ولفت الى تحذير تلقته العشيرة من الجيش عبر وسطاء فحواه "عدم السماح بقطع الطرق حتى لو كان منفذو التحرك من النساء والاولاد".
من جهة أخرى، تسجل العشيرة عتباً على أحد قادة الاجهزة الامنية الذي يقفل هاتفه في وجه اي اتصال منها خلافاً لوزير الداخلية مروان شربل.
وفي السياق تتساءل العشيرة عن موقف "حزب الله" الملتبس، وتتحدث عن وجهتي نظر داخل الحزب، الاولى تدعو الى عدم تأمين الغطاء السياسي لبعض افراد العشيرة انسجاماً مع موقف الحزب الذي اعلنه السيد حسن نصر الله، اما وجهة النظر الأخرى فتدعو الى عدم ترك العشيرة تدفع ثمن النكايات السياسية عبر تنفيذ خطة امنية انتقائية في الضاحية في حين لا تتحرك القوى الأمنية في مناطق أخرى يصول ويجول فيها المسلحون علناً ولا يجرؤ احد على توقيفهم. وفي انتظار الاعتصام المفتوح الذي قد يتزامن مع عودة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من الخارج تبقى الاتصالات قائمة على أمل التوصل الى حل يرضي جميع الاطراف.
No comments:
Post a Comment