The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

October 5, 2012

Almustaqbal - Saida célèbre le lancement de projet de traitement des déchets un accord entre le ministère de l'Environnement et UNDP, Octobre 5 2012

صيدا تحتفل بإطلاق مشروع معالجة جبل النفايات وتوقيع اتفاقية بين وزارة البيئة و"UNDP"

الخوري: صمد المكب حتى غدا جبلاً لن نتوانى عن إزالته
السنيورة: الإنماء لا يتحقق من دون نظرة رؤيوية وتصميم ومتابعة واستقرار
بهية الحريري: لكلّ مجموعة لبنانية جبلٌ ينتظر عودة الدّولة إلى مسؤوليتها بإزالة ما تراكم


صيدا ـ رأفت نعيم


عاصمة الجنوب صيدا كانت امس على موعد مع اطلاق العمل رسميا بانجاز بيئي انمائي تاريخي يسجل لبلديتها الحالية مدعومة من نائبي المدينة، ويشكل اول خطوة عملية في حل المعضلة البيئية التي تعاني منها صيدا منذ اكثر من اربعة عقود باتجاه وضع حد نهائي لها وهي مشكلة جبل النفايات، بل واكثر من ذلك تحويل مكان هذا الجبل ومحيطه من منطقة كانت تصنف ملوثة بيئيا الى مكان صديق للبيئة. 
والمشروع مقرونا بالمشروعين البيئيين الموازيين له والقريبين منه، اي الحاجز المائي ومعمل معالجة النفايات، من شأنها مجتمعة أن ترفع عن المنطقة بكاملها الهاجس البيئي، كون معمل المعالجة لن يقتصر عمله على استقبال ومعالجة نفايات صيدا وحدها بل ستشمل المعالجة ايضا نفايات عدد من البلديات المحيطة بها، علما ان محطة معالجة المياه المبتذلة في سينيق والقريبة من المكان نفسه ايضا تم ربطها هي الأخرى باكثر من ستين بلدة وقرية في صيدا وشرقها والزهراني واقليم التفاح. والأهم من كل ذلك ان هذا الانجاز الجديد هو هدية صيدا لأجيالها الصاعدة، بأن مدينتهم ستكون على قدر احلامهم في مدينة حديثة متطورة صديقة للبيئة، تضع جميع مشاريعها ومرافقها في خدمة الانسان وتنميته.
احتفال
إذاً، وبعد انتظار عقود، أطلق العمل بمشروع تأهيل مكان جبل النفايات، وذلك بتوقيع اتفاقية بهذا الخصوص بين وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة الانمائيUNDP في احتفال نظمته بلدية صيدا في مستودعات البساط على بولفار رفيق الحريري البحري مقابل موقع المكب، رعاه وزير البيئة ناظم الخوري وشارك فيه نائبا صيدا الرئيس فؤاد السنيورة وبهية الحريري والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة روبرت واتكنز ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي. وحضره النائبان علي عسيران وميشال موسى، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، مفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران، محافظ لبنان الجنوبي نقولا ابو ضاهر، مدير مكتب الرئيس نبيه بري في المصيلح الدكتور أحمد موسى، الرئيسة الأولى لمحاكم الجنوب القاضية السيدة رولا جدايل، النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج، ممثل امين عام تيار المستقبل في لبنان احمد الحريري عضو منسقية الجنوب رمزي مرجان، المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود والمسؤول التنظيمي للجماعة في الجنوب حسن ابو زيد، ممثل امين عام التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد عبد الرحمن الأنصاري، القاضي الشيخ أحمد الزين، رئيس تيار الفجر الحاج عبد الله الترياقي، ممثل حزب الله احمد الجبيلي، ممثل الوزير السابق ريمون عودة هاني البيضاوي، قائد منطقة الجنوب الاقليمية لقوى الامن الداخلي العميد طارق عبد الله، المدير الاقليمي لأمن الدولة في الجنوب العميد طارق عويدات، قائد سرية صيدا الاقليمية للدرك العقيد ماهر الحلبي، مدير مكتب مخابرات الجيش اللبناني في صيدا العقيد ممدوح صعب، سفير هولندا في لبنان هيرو دو بور، والقنصل رضا خليفة، والسفير عبد المولى الصلح، وعدد من رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة، ومدير مشروع معالجة جبل النفايات من قبل "UNDP" ادغار شهاب، والرؤساء السابقون لبلدية صيدا المهندس أحمد الكلش والمهندس هلال القبرصلي والدكتور عبد الرحمن البزري، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح على رأس وفد من أعضاء مجلس الغرفة، والرئيس السابق للغرفة محمد الزعتري، وممثل رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف محمد القطب، رئيس رابطة مخاتير صيدا إبراهيم عنتر، وعدد من رؤساء دوائر محافظة الجنوب، وممثلون عن القوى والفصائل الفلسطينية وشخصيات اجتماعية وثقافية وتربوية وقضائية وعسكرية وطبية وممثلون عن جمعيات اهلية ومؤسسات تربوية واندية البيئة في ثانوية الحريري ومدرسة البهاء وثانوية الإيمان وأعضاء المجلس البلدي.
السعودي
استهل الحفل بالنشيد الوطني وترحيب من رئيسة لجنة النشاطات في البلدية عرب رعد كلش، ثم تحدث السعودي فقال: "أحييكم أجمل تحية وأرحب بكم في مدينة صيدا الذي يعاني شاطئها منذ سنوات طويلة من كوارث بيئية لا تليق في ثالث أكبر مدينة لبنانية وفي القرن الـ21. هذا الشاطئ كان يعاني من مصبات المجاري وهذه ذهبت الى غير رجعة. وباقٍ لنا هذا الجبل من النفايات الجاثم على صدر المدينة ويوزع نفاياته على شواطئ البحر الأبيض المتوسط ويعرض بلدنا لبنان للمقاضاة القانونية. هذه الحركة التي ترونها في هذه البقعة من صيدا والتي تشمل: انشاء الحاجز البحري، تشغيل معمل فرز النفايات الصلبة، انشاء الميناء التجاري والسياحي والذي نحن بصدده في هذا اليوم هو المرحلة الثالثة والأخيرة في جدول إزالة الجبل من خلال توقيع اتفاقية إطلاق مشروع اعادة تأهيل مكب النفايات وإن توقيع الاتفاقية يضع مشروع إعادة تأهيل مكب النفايات تحت أدق المعايير الدولية، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على جدية العمل على إزالة المكب".
الحريري
ثم تحدثت النائب الحريري فقالت: "طال انتظار صيدا وجوارها لهذا اليوم الحدث.. الذي لطالما تصدّر هذا الجبل المتراكم على مرّ السّنين صفحات الصحف ومقدّمات نشرات الأخبار وأصبح موضوعاً كبيراً من مواضيع السياسة الوطنية وربما بلغ أيضاً لكي يكون قضية من قضايا العيش المشترك وحسن الجوار. ومرّت السّنين وصيدا وجوارها من انتظار إلى انتظار حتى بلغنا هذا اليوم المنعطف الذي تتكامل فيه عناصر رفع آثارنا السّيئة عن وجه مدينتنا وعجزنا ومرفقاً عالياً من مرافق ضياعنا وانهيارنا بعد الدّمار الذي لحق بمدننا وقرانا وعاصمتنا من جرّاء ضياعنا وضياع وطننا ودماره واحتلاله". 
أضافت:"إنّ لكلّ مجموعة من مواطني لبنان في كلّ مكان جبلاً كهذا ما زال ينتظر أن تعود الحياة إلى طبيعتها وتعود الدّولة إلى مسؤوليتها، ليس بإزالة ما تراكم فقط، بل بمعالجة ما هو قادم أيضاً. وها نحن اليوم نستمع معاً لأهل الخبرة.. يقدّمون لنا المراحل التي ستقطعها أعمال المعالجة على أعلى المستويات من التّقنية والكفاءة.. ولكن المسؤولية تقتضي بأن أقول ما يتوجّب علينا في الأيام والسّنوات القادمة كي لا يتراكم أمامنا جبل جديد ولذلك أردنا أن نشرع بمبادرة مع الشّبكة المدرسية لصيدا والجوار تحت شعار: "صيدا البيئة.. صديقة للبيئة", وأن نعمد إلى إدخال المفاهيم والأنشطة البيئية على طلاب الشّبكة بشكل دائم، على أن يواكبوا جميعاً مراحل هذه المعالجة لكي تمثل في ذاكرتهم أين وصلنا بالإهمال والضّياع وكيف نجحنا بإزالة هذه الآفة بالعمل والمتابعة والمثابرة, وستبدأ برامج فرز النّفايات في كلّ المدارس لنبني جيلاً من أبناء صيدا والجوار يكون بيئة صالحة للتّعامل مع هذه البقايا وكيف تجب معالجتها بما هي مسؤولية كلّ فرد فينا وكلّ أسرة وكلّ قرية وكل بلدية وكلّ الوزارات المعنية، من الصحة إلى التّعليم وأخيراً إلى البيئة، التي يجب أن تكون مهماتها الآن استشراف مستقبل لبنان البيئي بما هو ثروة وطنية كان لها عظيم الأثر على اقتصادنا وسياحتنا لعقود طويلة". 
وشكرت الحريري "كلّ الأيادي الخيّرة والبيضاء التي ساعدت على إنشاء الحاجز البحري، الذي قطع شوطاً من الإنجاز، بهبة كريمة من المملكة العربية السعودية ونشكر أيضاً وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP وبلدية صيدا. وستذكر صيدا دائماً لك يا معالي الوزير الصديق ناظم خوري، ومعاليك تعلم جيداً أن صيدا وفية وصديقة لأشقائها وأصدقائها، وصيدا أيضاً كانت ولا تزال مدينة للتّسامح والمصالحة والعيش الواحد.. ولا بدّ لي من أن أحيي رفيق الرّفيق والأخ الكبير دولة الرئيس فؤاد السّنيورة على صبره وثباته وإصراره ومتابعته الدّؤوبة وحرصه الدّائم على كلّ إنجاز يخدم صيدا والجّنوب وقلبه دائماً على كلّ لبنان".
واتكنز
وقال الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي روبرت واتكنز: يُفرحني أن أكون هنا اليوم للمساعدة في الاعلان عن هذه الشراكة المهمة بين وزارة البيئة وبلدية صيدا وبرنامج الامم المتحدة الانمائي لتحويل أكبر مكب للنفايات على الشاطئ اللبناني الى بقعة خضراء يفخر بها المواطنون. وتتزامن هذه المبادرة مع العيد العشرين "للقمة الاولى للأرض" في ريو، والتي تضع التنمية المستدامة على الخارطة، مظهرةً ان سياسات الماضي القصيرة المدى لطالما وضعت الاهداف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وجهاً لوجه.. وان افتتاح مشروع المكب الذي نقوم به اليوم لهو خير دليل على تجسيد هذه المبادئ وروح الالحاح التي لدينا. ولطالما كان المكب في صيدا، مصدر قلق لهذه المدينة وللبنان بأسره". 
وختم واتكنز: "بعد ان حصلنا على دعم الحكومة المركزية ووزارة البيئة بشكل خاص، أطلقنا منافسة عالمية تنافسية للحصول على عروض من الشركات الاكثر تأهلاً والاكثر تنافسية الموجودة في الاسواق العالمية. يُفرحني ان أقول لكم ان برنامج الامم المتحدة الانمائي سيستقبل هذه العروض وستبدأ عملية التقييم بعد 4 ايام ابتداءً من اليوم". 
السنيورة
والقى الرئيس السنيورة كلمة بالمناسبة فقال: "لقاء اليوم من أحبّ اللقاءات، والسبب انه لقاء لإطلاق العمل وليس لإطلاق الوعود. فقد مل الناس الوعود وهم ينتظرون اعمالاً. وها نحن نرى الخطوات العملية لإطلاق هذه المرحلة من عملية معالجة مشكلة جبل النفايات، جبل الهموم الرابض على صدر مدينة صيدا، والقابض على انفاسها. هذا هو الهم الذي عملنا من أجل ازالته وبالتالي لتحويل مشكلته المزمنة الى فرصة نمو واعدة للمدينة واهلها واقتصادها ودورها في محيطها وفي لبنان.. كلكم تعرفون اننا انطلقنا في المرحلة الاولى، بالبدء ببناء الحاجز البحري لفصل المكب عن مياه البحر، ولرفع الضرر البيئي الناجم عن انهيارات هذا المكب في البحر ولوقف انتشار نفاياته على شاطئ المتوسط، ولاغتنام فرصته في إضافة مساحة قرابة 550 ألف م2 على المدينة بما يفوق مساحة مدينة صيدا التاريخية. كلنا نعلم ونثمن المبادرة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية لتقديم هبة مشكورة بقيمة 20 مليون دولار لتمويل هذه المرحلة من المشروع. ولقد انطلقت الأعمال كما تلمسون وتحت أنظار أهل المدينة وهي في تقدم مستمر وقد تم حتى الآن إنجاز أكثر من نصف الحاجز المذكور، كما يهمني ان اشير الى ان بقية المبالغ المطلوبة لإنجاز هذا الحاجز البحري قد تكفلت بها الدولة اللبنانية وقد رصدت لذلك الأموال المطلوبة في موازنة العام 2010 وما بعدها. بمعنى آخر فإن كل يوم يمضي في عملية بناء الحاجز البحري يشكل عمليا تناقصا في عمر المكب المشكلة وتقدماً الى الأمام في معالجته والانتهاء منه، بما يفسح المجال للتقدم في عملية فرز جبل النفايات واستعمال ما هو قابل لذلك في عملية الردم لتنشأ لدينا في صيدا أكبر قطعة أرض مردومة وأكبر فرصة مستجدة وغير مسبوقة في تاريخ المدينة. هذا بالإضافة إلى التقدم المهم الجاري على مسار آخر وهو قرب البدء في تشغيل معمل معالجة النفايات في مدينة صيدا والجوار وهو ما نأمل أن يبدأ العمل فيه خلال وقتٍ قصير. وبذلك نكونُ قد بلغْنا مرحلةً متقدمةً جداً على طريق الانتهاء من هذه الآفة التي عانينا منها نحن في صيدا وكذلك في شرق المتوسط لعدة عقود، وها نحن ننطلق بإذن الله نحو الفضاء الأرحب لبيئةٍ نظيفةٍ وشاطئٍ غير ملوث".
واضاف: "أُودُّ أن أغتنمَ هذه المناسبة لأقول إنّ الإنماء والإعمار والنموَّ لا يمكن ان يتحقق من دون نظرة رؤيويه وتصميم وعمل دؤوب ومتابعة واستقرار. فأمّا الرؤيةُ التي رفدتْنا دائماً كانت رؤيةُ الرئيس الشهيد رفيق الحريري، رؤيتَهُ الوطنيةَ والانمائية والإعمارية وهو الذي حمل لواءَ تحويل مدينة صيدا إلى مدينة حديثة عصرية بجميع مقوماتها، فقبل رفيق الحريري كانت مدينة صيدا تعاني ككثير من المدن اللبنانية من غياب الرؤية والاستشراف، لكن صيدا بعد رفيق الحريري، تتسارع خطواتها على طريق النمو والنهوض المستقبلي، حيث إن هناك العديد من المشاريع الجاري تنفيذها وتلك التي اكتملت والتي يرى أبناء المدينة كيف أنها تسهم وستسهم في إحداث التطور المنشود. وها نحن مصممون ومعكم على التقدم نحو هذا الحلم الكبير للمدينة الذي يحمله أبناؤها منطلقين مما عمل من أجله الرئيس الشهيد رفيق الحريري الحاضر دوماً في ضمائر وذاكرة أبناء المدينة واللبنانيين جميعاً".
وتطرق الرئيس السنيورة الى الوضع في لبنان والمنطقة فقال: "أما بالنسبة للاستقرار، فإننا نسعى جاهدين لأن يستمرَّ ويترسّخ الاستقرارُ في لبنان وذلك بالعمل على إجراء فصل حقيقي بين حاجات ومصالح لبنان الوطنية العليا والصراعات والمحاور الاقليمية والدولية التي يجب ان نبقى بعيدين عنها، وان كنت أظنُّ ومع الاسف ان البعض في لبنان غير ملتزمٍ بهذا التوجه. إنَّ خوفي أن تكونَ توجهاتُ وممارساتُ هذا البعض تؤدي إلى توريط وربط لبنان بمحاور إقليمية ودولية لم يُستشرْ الشعبُ اللبنانيُّ بها ولا هو يقبل الارتباط بها او التورط معها. فما الداعي إذاً للانزلاق والتورط في الصراع العسكري الدائر في سوريا بين الشعب السوري الساعي لاستعادة حريته وكرامته والنظام السوري، وما هي المصلحةُ الوطنيةُ في مناصرة الاستبداد على حساب تاريخ وحاضر ومستقبل سوريا وعلى حساب منعتِها وتقدمها على مسارات الديمقراطية الحقة والتداول السلمي للسلطة؟".
الخوري
وتحدث راعي الاحتفال الوزير الخوري فقال: "الصيداويون انتظروا هذا الحدث المهم، لا بل، لكم انتظره اللبنانيون وجيران اللبنانيين على ضفاف وشواطئ البحر الأبيض المتوسط، الى درجة أنهم ما كانوا ليصدقوا أن هذا المشروع سيتحقق فعلا لولا الدعوة اليوم إلى حفل توقيع هذا المشروع الحيوي، والأرجح أنهم لن يصدقوا التنفيذ العملي على الأرض إلا بعد أن يغيب ويمحى هذا المعلم من خريطة لبنان. وكيف يلامون على ذلك بعد أن مرت العقود وهذا الملف لا يزال يراوح مكانه، على الرغم من تأثيراته السلبية على الشاطئ اللبناني، والذي تقدر كلفة تدهوره البيئي بما يزيد على 110 ملايين دولار أميركي سنويا وفق دراسة نشرها البنك الدولي في العام 2004، وعلى الرغم من وطأته على سمعتنا الدولية، وقد انضم لبنان الى معاهدة برشلونة حول حماية البحر المتوسط من التلوث في العام 1977 وابرم التعديلات الخاصة بها في العام 2008. هذا عدا عن انعكاساته على علاقة لبنان ببلدان حوض البحر الأبيض المتوسط التي غالبا ما اتسمت بالسلبية نتيجة النفايات التي يذريها ويصدرها هذا المكب بحرا إلى شطآن البلدان المجاورة".
واضاف: "لقد صمد هذا المكب حتى غدا جبلا، ذا شهرة عالمية تكرست في الفيلم الوثائقي الأخير للممثل Jeremy Irons "Trashed". هذا الفيلم الوثائقي الذي شاءه الممثل لشحن وتحريك الحس البيئي عالميا، فاختار هذا الموقع اللبناني ليكون صورة ومثالا لمثل هذه المشاكل. إنها الشهرة التي لا يصح التغني بها، إنه المعلم الذي لا نريد الحفاظ عليه، إنه الجبل الوحيد الذي لن نتوانى عن إزالته".
وتوجه وزير البيئة الى الاعلاميين بالقول: "آمل منكم اليوم بشكل خاص أن تعوا المسؤولية التي تقع على عاتقكم في تحسين صورة لبنان، إن الكرة في ملعبكم الآن للتحرك بالمستوى المطلوب.. وحدكم تستطيعون لعب هذا الدور المهم بعد أن أتمت الهيئات الرسمية والبلدية واجباتها، لذا ادعوكم لتوجيه وتركيز جميع طاقاتكم للاضاءة على هذا الحدث".
ولفت الخوري الى "ان هذا الإنجاز ما كان ليبصر النور لولا التعاون بين جميع الأطراف المعنية من وزارة وبلدية وقطاع أهلي، وخاصة بجهود برنامج الامم المتحدة الإنمائي، شريك وزارة البيئة الأساس في العديد من المجالات، فتجربتنا في الوزارة برهنت أن هذا التعاون أساسي لانجاح أية مبادرة، بيئية كانت أو غيرها"، شاكرا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ورئيس مجلس الوزراء والزملاء الوزراء الكرام لـ"دعمهم هذا المشروع". كما شكر "نواب المنطقة وبلدية صيدا وسائر الفعاليات فيها"، آملا "أن تعمم هذه التجربة على سائر المكبات العشوائية الأخرى على مختلف الأراضي اللبنانية، لما فيه خير البيئة وسلامة المواطنين وسمعة لبنان". مثمنا الجهود التي بذلت من قبل الرئيس السنيورة والنائب الحريري ورئيس البلدية السعودي ومن فاعليات من أجل المطالبة الحثيثة لتخليص صيدا من كارثتها البيئية. وأعرب عن سعادته وسروره لإطلاق هذا الحدث من صيدا وقال: "لقد اتخذت شعارا لوزارتي عندما استلمتها وهو أن البيئة السياسية يجب أن تكون في خدمة السياسة البيئية، ومشاركتنا جميعا اليوم وهذا الحضور هو أكبر علامة أنه عندما يجمتع اللبنانيون من أجل الحفاظ على الجمالية وعلى بيئة لبنان عندها لا خلاف سياسياً بينهم". 
بعد ذلك جرى توقع الاتفاقية بين الخوري وواتكنز بحضور السعودي، ومساعد واتكنز المهندس إدغار شهاب، ثم التقطت الصور التذكارية. 
وبعد انتهاء حفل توقيع الاتفاقية، تفقد الرئيس فؤاد السنيورة المشاريع الانمائية والبيئية على الواجهة البحرية الجنوبية للمدينة، فتوقف لبعض الوقت امام مشروع بناء الحاجز المائي والمنطقة البحرية المحيطة به وصولا الى مشروع المرفأ التجاري الحديث في منطقة خليج اسكندر مطلعا من المهندسين المشرفين على سير العمل.
الحريري تولم 
على شرف الخوري وواتكنز
وأولمت الحريري في مجدليون على شرف وزير البيئة ناظم الخوري والممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي روبرت واتكنز بحضور الرئيس السنيورة والسعودي وامين عام تيار المستقبل في لبنان احمد الحريري وجمع كبير من الشخصيات السياسية والرسمية والروحية والقضائية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والصحية ومن رؤساء البلديات والمخاتير وجمعيات أهلية ومؤسسات تربوية ومجتمع مدني.


No comments:

Post a Comment

Archives