The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

October 3, 2012

Alakhbar - The missing Meyo el din hashichoo, October 3 2012


حفيدتي الغالية جنى، كم أنت عزيزة وغالية! حضورك إلى حياتنا اليوم بمثابة نقطة تحوّل هائلة من اليأس والألم إلى الفرح والأمل. حبيبتي جنى، لقد ولدت في 15 أيلول وأنت يا صغيرتي لا تعلمين ماذا يعني 15 أيلول لعائلتنا، ولكن عندما تكبرين ستعرفين. لقد أبصرت النور في هذا التاريخ لتقولي للخاطفين إنّ الأحفاد لن ينسوا جدّهم محيي الدين حشيشو الذي سلختموه عن عائلته سلخاً بقوّة السلاح عندما كانت والدتي (منى) لا تزال طفلة صغيرة. والدتي التي أصبحت في ما بعد ناشطة في لجنة أهالي المخطوفين مع جدّتي. لتقولي للعالم وللبشرية إنّ إرادة الحياة أقوى من عملكم الدنيء. لقد حرمتم جدّي محيي الدين تربية أبنائه ورؤية أحفاده.
غاليتي جنى، جاءت ولادتك بعد مرور ثلاثين عاماً من الحزن والقلق، لتقولي للذين لم يذكروا جدّك في هذا اليوم وللخاطفين، إن أحفاد محيي الدين الصغار سيكبرون يوماً ولن ينسوا قضية الخطف ولن ييأسوا من المطالبة بمحاسبة الخاطفين المعروفين بالأسماء. ستقولين للعالم إن الحياة مستمرّة مهما فعل الجناة والمجرمين، وأن الحقّ لن يضيع فلا يضيع حق وراءه مطالب. قولي لهم إن خطف جدّي كان قاسياً على جدّتي نجاة، وخالتي هدى وخالي أسامة وخالي مازن ووالدتي منى.
ماذا أخبرك يا جنى في أولى لحظات حياتك؟ لن أحدّثك عن التقصير والإهمال الذي حصل في هذه القضية، وخاصّة من بعض الذين يعتبرون أنفسهم مناضلين من رفاق جدّك الّذين انقلبوا على مبادئهم وسعى كل منهم وراء مصالحه الشخصية ومنفعته المادية.
غاليتي جنى، عندما حضرت جدّتك نجاة من لبنان لحضور ولادتك في فانكوفر – كندا، لم تكن تعلم بأنك ستبصرين النور في 15 أيلول، تاريخ عذابها الدائم، وشاء القدر أن يكون هذا اليوم وهذه المصادفة الغريبة لتعيد البسمة والفرح والأمل إلى الجدة والعائلة؛ كانت دموع جدتك تنهمر عند ولادتك. لم تعلم هل هي دموع الفرح لولادتك في هذا التاريخ، أم هي دموع ذكرى خطف جدّك؟ ثلاثون عاماً وهذه الدموع تنهمر واليوم اختلط عليها الأمر وما عادت تعرف كيف امتزجت هذه الدموع وتداخلت دموع الفرح تصارع دموع الحزن وتقول لها كفى بربّك حزناً بعد اليوم.
جدّك محيي الدين ابتسم اليوم حيث هو. لقد فرح أيضاً لقدومك في ذكرى عذاباته وآلامه وغيابه القسري. لقد أوصاني بأن أنعم عنه بأحفادنا وأفرح لفرحهم وأنسى الألم.
غاليتي جنى، لن أبكي حزناً بعد اليوم. سأحميك برموش عينيّ وجفوني. سأنعم بنظراتك البريئة لي بابتسامتك النديّة بعيونك تنظر في عينيّ تبحث عن أمل قادم عندما أحضنك وأضمّك إلى صدري.
غاليتي جنى، هل تعلمين أنني سمعت نبضات قلبك الأولى في صيدا عندما زارتني والدتك منذ تسعة أشهر؟ أبيتِ إلا أن تأتي إلى مسقط رأس والدتك وتطلقي نبضاتك الأولى بوجودي في بيت جدّك محي الدين. أبيتِ إلاّ أن يكون تكوينك بيننا وكأنك من يومها أعلنت الفرح على هذا المنزل الذي لم يعرف الفرح منذ غياب جدّك، وأنا كنت خائفة عليك عندما علمت بأن والدتك حامل ولم أكن أعلم أنني سأنعم بحفيدة لطيفة ورائعة اسمها جنى.
غاليتي جنى، حماك الله مع أحفادنا: الغالية منى في واشنطن، والغاليان سلام ومحيي الدين في ألمانيا. لم أكن أعلم يا جنى بأن حياتنا ستنقلب رأساً على عقب، وأنّ أولادي الصغار الذين شاهدوا حادثة خطف والدهم بأعينهم سيكبرون ويطيرون إلى أماكن بعيدة بعيدة هرباً واستياءً من الظلم الذي أصابهم، ولكني أطمئنك إلى أن المسافات بين خالتك هدى وخالك أسامة وخالك مازن ووالدتك ليست بعيدة، بل هي قريبة وحميمة جداً.
غاليتنا جنى، الكل فرح بقدومك، والجميع انتظرك بفارغ الصبر. غداً ستأتي خالتك هدى من واشنطن برفقة حفيدتي الغالية منى لرؤيتك، وكذلك سيفعل خالك مازن، سيحضر من نيويورك ليراك، وخالك أسامة مع ولديه سلام ومحيي الدين في ألمانيا. أمّا جدّتك التي ستظلّ تحبّك أكثر من بعد المسافات التي تقطعها لزيارتك فستنتظرك مع الأهل في بيت العائلة في صيدا في بيت جدّك محيي الدين حشيشو قريباً إن شاء الله.


No comments:

Post a Comment

Archives