وُجدت س.أ.ر جثة في منزلها في محلة بعبدا في الساعة الحادية عشر ليلاً. وقد انتقلت الى المكان دورية من مخفر بعبدا، بناء على اتصال من غرفة عمليات سرية بعبدا، حيث وجدت الباب مفتوحاً وبداخله أفراد من عائلة س.أ.ر التي كانت جثتها ممددة على السرير في غرفة نومها.
وبالكشف الحسي، تبيّن وجود كدمات على الجبين من دون آثار عنف، ولم يكن يوجد أي آثار لبعثرة في محتويات الغرفة أو خلع داخل الشقة إنما وجد على الطاولة الزجاجية التي كانت في المطبخ ثلاث أوراق لونها أبيض مكتوب عليها بخط أحمر باللغة العربية، حيث جاء في الورقة الأولى ما حرفيته: انتقمت من نفسي لأني ميتة عشان دفعت حق الدواء ثلاثون ألف دولار لحكيم.
وفي الثانية ما حرفيته "المبلغ الجنازي موجود في الكفن" وفي الثالثة وهي عبارة عن بطاقة باسم طبيب أسنان مدوّن عليها باللغة الغربية "أخذ 30 ألف دولار وهذا الحكيم باعني الدواء" كما عثر في المجلى على كأس زجاجية محطم جزء منها وهي فارغة والزجاج مبعثر، وعثر أيضاً على أغراض أخرى بينها أدوية مهدئة للأعصاب.
وتبيّن من المحضر المنظم من قبل عناصر مكتب المختبرات الجنائية أن العبارات الواردة في الأوراق مكتوبة بيد س.أ.ر وقد عثر في خزانة المغدورة على مبلغ 13 ألفاً و800 دولار.
ونتيجة التحقيقات الأولية والاستنطاقية تبيّن أن س.أ.ر كانت تعاني من حالة اكتئاب وأنها كانت في فرنسا وأدخلت الى المستشفى هناك 10 مرات للمعالجة وكانت تعاينها في لبنان المعالجة النفسية ر.ك التي صرّحت أنها تابعت علاجها لسنة ونصف وأن المرحومة كانت تعاني من حالة اكتئاب مزمن وهذا المرض يحمل صاحبه على رغبة الانتحار وأضافت أنها أوصت بأدخالها دير الصليب بسبب تفاقم حالتها وأنها تلقت اتصالاً من صاحبة صيدلية في منطقة الحدث وأبلغتها بأن المرحومة استوضحتها عن دواء يؤدي الى الوفاة في حال تناوله بكميات كبيرة. وأضافت أنها أخبرت شقيق المرحومة بالأمر. وعلى هذا الأساس طلبت منه إدخالها الى دير الصليب. وتابعت مصرّحة أن المرحومة أفادت أمامها مرة بما حرفيته: "لشو حياتي ما بدّي عيش".
وأوضح الطبيب الشرعي نعمة الملاح أن المرحومة قد تناولت "الديمول" وهي مادة سامة تستعمل كمبيد للحشرات ولغايات زراعية. وأنه من الصعب إرغام شخص على تناول مادة "الديمول" بالنظر لرائحتها الكريهة. وأنه لم يجد آثار عنف على الجثة، وأن الخدوش ناتجة عن ارتطام بجسم صلب.
وأفاد طبيب أسنان أنه سبق له أن عالج المرحومة التي لم تدفع له كامل أتعابه، ولم يقبض منها سوى ثلاثماية دولار أميركي، وأن سبب كتابة المرحومة بأنه تبقى منها مبلغ 30 ألف دولار لقاء تأمين دواء مردّه الانتقام، كونه طردها من العيادة إذ قالت له أثناءها بالحرف الواحد "بفرجيك".
وأفادت قريبة المغدورة بأنها كانت تلاحظ بأن المرحومة كانت في حالة ضغط نفسي بسبب تصرّف أهلها معها. أما شقيقها فأفاد بأنها كانت تخضع للعلاج النفسي في فرنسا ودخلت المستشفى هناك أكثر من مرة، وكانت مصابة بانهيار عصبي. وقالت شقيقتها إنها كانت في الفترة الأخيرة بحالة يأس شديد، فيما أفاد شقيقها الآخر أنها كانت تشكو من حالة انهيار عصبي عندما كانت في فرنسا، وأن حالتها استلزمت دخولها المستشفى ما يزيد عن السبع مرات.
وقد سلّم طبيب أسنان عناصر المفرزة القضائية صوراً عن دفاتر التوفير وحساباته المصرفية ولم يتبيّن في هذه الحسابات أنه أودع فيها مبلغ 30 ألف دولار.
وقد أكدت مجمل أقوال أفراد عائلة المغدورة أنها كانت تردد دائماً رغبتها بإنهاء حياتها.
وقد تقاسم الورثة المبلغ الذي عثر عليه في الخزانة وفقاً للقانون، وقرر قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان حفظ القضية وأوراق الملف بعدما تأكد من عدم توفر أدلة كافية التي تثبت أو تشير الى القتل.

No comments:
Post a Comment