اعتصمت حركة "مسلمون بلا حدود" أمس، على طريق مجدل عنجر – المصنع مطالبة بالافراج عن احد افرادها الشيخ حسن علي الذي اوقفته مخابرات الجيش، لتورطه في قضية مخبأ الاسلحة والمسلحين الذي ضبطه الجيش في جبل البيرة - قضاء راشيا.
وقد أقرّت الحركة في مؤتمر صحافي عقدته اثر توقيفه، بأنه قدم الدعم اللوجيستي من طعام وكومبيوتر محمول الى "مجموعة من الثوار السوريين" الذين كانوا يستخدمون المخبأ، نافية ان يكون قد زودهم السلاح. وهدّدت في حينه بـ"خطوات تصعيدية غير مسبوقة" إن لم يفرج عنه. فكان أول تحرك لها اعتصام بعد صلاة الجمعة قرب مسجد كامد اللوز، ظل خجولا من حيث عدد المشاركين، وغاب عنه الأهالي الذين غادروا الى منازلهم فور انتهاء الصلاة، ثم تلاه تحرك على طريق غزة – جب جنين لم يلق تغطية اعلامية. فكانت خطوة الحركة الثالثة في اتجاه موقع استراتيجي، طريق المصنع المؤدية الى الحدود، فكفلت حضور الاعلام، وضمنت عدم مغادرة الكاميرات، بعد إعلانها الثالثة بعد الظهر، أنه إن لم يفرج عن الشيخ علي، سيتمدد المعتصمون وسط الطريق ويقطعونها بأجسادهم، بعدما تجلببوا بأقمشة بيضاء، على انها أكفان، فهم "مشاريع شهداء نصرة للشيخ حسن علي حتى تقديم الدماء". تحركهم لم يستجلب فقط الكاميرات، بل ايضا قوى الجيش التي ابلغت منظمي التحرك أن قطع الطريق ممنوع، وواكبت التحرك الذي اقتصر على الوقوف الى جانب الطريق، ونصب خيم الى جانبيه وتأديه صلاة الظهر، وبث الاناشيد التي تقطعها بين الحين والآخر خطابات لمدنيين، وافراد نعرفهم مدنيين فاذا بهم في هذا التحرك شيوخ معمّمون. على قضية الشيخ علي علقوا كل "زمن هوان اهل السنة والاستخفاف بهم واستضعافهم، والكيل بمكيالين"، ودفاعهم عن شيخهم الموقوف كان تعدادا لكل تجاوزات "حزب الله" وضمنا حركة "امل" ومناصريهما التي تمر من دون عقاب. كذلك لم يسلم الجيش من الانتقادات الحادة، ولا قائده من اتهامه بأن "طريقه الى بعبدا على دماء السنة". لكن عندما راح احدهم يصرخ في اتجاه الجيش "جيش المهدي يا يهود"، سارع المنظمون الى اسكاته.
اقتربت الثالثة، اي موعد قطع الطريق في مقابل قرار المنع، الصحافيون يسلكون الطريق في اتجاه المصنع، فيما مفتي زحلة والبقاع الغربي الشيخ خليل الميس يقود سيارته في الاتجاه المعاكس، مغادرا أزهر البقاع في مجدل عنجر. تجاوزت الثالثة، ولم تنفذ الحركة تهديدها بقطع الطريق، انضمت اليهم نسوة واطفال، وانشغل شبان بزرع راياتهم على جانبي الطريق مقتربين الى حيث تمركز الجيش، الذي استقدم مزيدا من القوى والمؤللات وانضمت اليه القوى الامنية ومكافحة الشغب.
لقد استبدل قطع الطريق بالتمدد عليها وأداء صلاة العصر في وسطها. ومع حلول موعد الصلاة، أغلق الجيش ساحة الاعتصام من الجانبين بآلياته محولا السير في اتجاه المصنع.
عقب الصلاة، توجه الأمين العام للحركة رمزي ديشوم الى المعتصمين مبلغا اياهم رسالة من نائب رئيس "هيئة تجمع العلماء المسلمين": "اذ كانت ترهبكم هذه الجيوش الجرارة فارجعوا الى بيوتكم، اذا كنتم اصحاب قلوب قوية واعصاب متماسكة وتستطيعون ان تمضوا الى نهاية الطريق فنحن معكم".
توقفت سيارة، ترجل منها رجل، وحيدا واجه المعتصمين، قال صراحة ما يعتمل في صدور اهل مجدل عنجر، الذين كانوا يوصلون طوال النهار الرسائل للصحافيين، عن تبرؤ البلدة من التحرك الذي ضم قلة من أبنائها انصار الحركة، واستيائهم من استخدام بلدتهم لهذا التحرك. عندما قال الرجل رضينا بتحرككم السلمي لكن لا نرضى بقطع الطريق، تحول المعتصمون الى اتهام الجيش بقطعه، ولهم في الصحافيين شهودا. كاد الرجل ان يورط الجيش في مشكلة بعدما لامست مواجهته مع المعتصمين حد الاشتباك بالايدي وتبادل الشتائم والوعيد. الجيش يطلب من القوى الامنية ابعاده، فتفلته من جديد، ليتابع صولاته منفردا في مواجهة المعتصمين الذين اغضبهم، امام كاميرات الصحافة الشغالة، الرجل هو شفيق حمود من بلدة مجدل عنجر، الذي تطل صورة ترشحه عن المقعد السني على ساحة الاعتصام، وقد تحولت منبراً.
في المحصلة طلب ديشوم من شبانه الابتعاد عن الطريق، وعندما اخلوها، ابعد الجيش آلياته فعادت حركة السير الى طبيعتها.

No comments:
Post a Comment