The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

March 27, 2014

Al-Akhbar - Woman Sets Herself on Fire over Poor Refugee Aid, March 27, 2014



عبد الكافي الصمد, أسامة القادري, ساندي الحايك




نازحة سورية تحرق جسدها في طرابلس، بيدها، بعدما أضناها الجوع وأولادها بسبب عدم حصولها على مساعدة «المجتمع الدولي». مواطن لبناني يحرق جسده، بيده، بعدما غرق في الديون، ثم جاءه قرار «سياسي نافذ» بإقفال محطة وقود، و«ميني ماركت» تعتاش عائلته منها. وفي سياق ألم، من نوع آخر، تنضم رقية منذر إلى لائحة الذين يقتلهم أزواجهم باسم «الذكورة». ظواهر كثيرة، تتفاقم أخيراً، تشي بأن النار تلتهم الاجتماع اللبناني 

متى يُشعل المرء النار في جسده؟ هل يتصوّر البعض أنه من قبيل الترف مثلاً؟ أي اشارة يمكن لشخص أن يعطيها لمن هم حوله، ولمن يعنيهم الأمر، أكثر من إحراق جسده، ليفهموا أنه وصل، أو بالأحرى ثمة من أوصله، إلى مرحلة بات معها يفضل الموت على الحياة؟ 

نموذجان لحالات حرق جسد، بإرادة واعية، سجلتهما الأيام الماضية. واللافت أن الحالة الأولى كانت لسيدة سورية، والثانية لمواطن لبناني. القضيتان مختلفتان، من حيث الأسباب، لكن «النار» والظلم هما القاسم المشترك بينهما. في هذه الأيام، تحديداً، يجد اللبناني والسوري، على الأراضي اللبنانية، أسباباً كافية لإضرام النار بالجسد الحي وطلب الموت.
«كان أولادي يستيقظون في الليل، يقولون إنهم جياع ويريدون أن يأكلوا، لكن ماذا نطعمهم وليس عندنا أي شيء في البيت يسدّ جوعهم؟». هكذا شرح أحمد ضاهر، السوري النازح من إحدى قرى ريف حمص إلى مدينة طرابلس، حالة عائلته في الأيام الأخيرة التي سبقت إشعال زوجته مريم خولي (43 عاماً) النار في جسدها. حصل ذلك أمام مقر المفوضية العليا للاجئين في معرض رشيد كرامي في عاصمة الشمال، قرابة العاشرة من صباح أول من أمس، بعدما قال لها موظفون في المفوضية إن اسمها غير وارد على لائحة العائلات المستفيدة من المساعدات.
منذ 6 أشهر ومريم وزوجها يراجعان مكتب المفوضية للاستفسار عن سبب عدم حصولهما على المساعدات، التي تعطى للنازحين السوريين، من بدلات إيجار ومساعدات غذائية وطبّية وسواها، لكن بلا جدوى. يقول الزوج: «بقيت مريم تراجع موظفي المفوضية، إلى أن أخبروها أن اسمها قد شطب من لائحة العائلات المستفيدة من المساعدات». نزل الخبر على مريم كالصاعقة، لم تستطع تحمّله بعدما ضاقت بها الدنيا، وبعدما تعذر عليها تأمين لقمة الخبز لأولادها الأربعة. شعرت بأنها باتت مهددة برميها وعائلتها في الشارع، لأنها غير قادرة على تأمين بدل إيجار منزلها في محلة باب الحديد الشعبية في طرابلس، الذي يبلغ 200 دولار شهرياً.
في الأيام الثلاثة الأخيرة، قبل الحادثة، شوهدت مريم تخرج من مكتب المفوضية وهي تستشيط غضباً. فبعد وقوفها ساعات عدّة وسط الشمس الحارقة، والذل الذي تعانيه وأمثالها في الطابور الطويل، وقول الموظفين لها إن عليها العودة في اليوم التالي، ثم تعود بعدها فارغة اليدين... هدّدت بأنها ستحرق نفسها إذا لم تستطع الحصول على المساعدة المطلوبة. لم يكترث أحد.
صباح أول من أمس أعدت مريم العدّة لخطوتها التي تعبّر عن يأسها الشديد، فوضعت في حقيبتها اليدوية قنينة بلاستيكية صغيرة، مملوءة بمادة البنزين، وعندما أخبرها موظفو المفوضية بأن اسمها قد شطب من لائحة العائلات المستفيدة من المساعدات، خرجت من المكتب وهي توزع الشتائم يمنة ويسرة، قبل أن تسكب البنزين على رأسها ثم تشعل النار. مريم كتلة من النار.
مدير قسم الحروق في مستشفى السلام الدكتور غبريال السبع قال لـ«الأخبار» إن «مريم تحتاج إلى مدة تراوح بين اسبوع وثمانية ايام لتتجاوز مرحلة الخطر، وخاصة أن الحروق في جسدها تتركز في وجهها وصدرها وهي تصنف من الدرجة الثالثة والثانية العميقة، التي تشير إلى احتمال التسبب لها بمضاعفات صحية، ولا سيما في الكلى والرئتين».

صاحب الارض، استاء ان شاغليها ينتمون الى التيار الوطني، فقرر ازالة التعديات على عقاره
وبنتيجة عقد التعاون القائم بين مستشفى السلام ومفوضية الامم المتحدة، فإن الأخيرة تعنى بكل التكاليف المادية التي ستترتب على علاج مريم. إلا أن زوجها الذي تلقى خبر انتحار زوجته بعد ثلاث ساعات، أقسم إنه لن يطرق باب المفوضية مجددا، وقال «حتى لو صرنا جلدة وعضمة، ما رح نشوف إيام بشعة أكثر من يلي شفناها، البيوت الها حرمتها وفي اشيا ما بتنحكا، استري علينا يا بنتي، كل شي بيروح وبيرجع إلا الكرامة».
ماذا عن حادثة الحرق الثانية، أي مع اللبناني، في منطقة البقاع الغربي؟ إليكم الخبر. فوزي نخلة، المسكين الذي لم ينتفض لأجله أحد، والذي ربما ظن لوهلة أنه «بو عزيزي» جديد. أضرم النار في جسده. هنا لبنان، كل شيء فيه قابل للتسوية، ولم يعد أمام فوزي إلا النار. أشعل جسده لرد تنفيذ قرار باخلاء محطة الوقود، جاءت لتنفذه قوة من الأمن الداخلي، بناء على مذكرة من محافظ البقاع القاضي انطوان سليمان، بعدما قرر سحب الرخصة واقفال المحطة. فبحسب المعلومات، فإن القرار جاء بناء على شكوى من أصحاب العقار الأساسيين، وهم من آل اده، وذلك نتيجة خلاف بين العميد كارلوس اده وصاحب المحطة الكائنة في خراج بلدة عانا - البقاع الغربي. كان محافظ البقاع قد اتخذ قرارا باقفال المحطة واخلائها من شاغليها، فأثار الأمر حفيظة نخلة، عندما تأكد ان التنفيذ حاصل لا محالة، وهكذا كان رد فعله. أمام أعين عناصر الدرك، فتح قارورة غاز واشعل النار في جسده، فتدخل بسرعة رجل الأمن وهو برتبة مقدم، وعمل على اخماد النار المشتعلة بنخلة. أدى ذلك إلى اصابتهما بحروق، نقلا على أثرها إلى مستشفى في المنطقة، لينقل بعدها نخلة إلى مستشفى في بيروت بسبب أن حروقه بالغة.
شقيقه الياس نخلة قال إن ما فعله شقيقه ما هو الا «تعبير عن مدى الحالة الاقتصادية التي وصل اليها، نتيجة اقفال الميني ماركت والمغسل في المحطة، برغم أن رخصتهما منفصلة تماما عن رخصة محطة الوقود». ولفت إلى أن شقيقه تكبد اموالا طائلة لفتحها، وهذا وضعه تحت ضائقة مالية نتيجة الديون وتراجع العمل، ليأتي قرار إقفال المحطة أخيراً ويزيد الطين بلّة.
واشارت معلومات إلى ان الخلاف بين اده ونخله ليس خلافا شخصيا، بل نشأ على خلفية ان الاخير من انصار التيار الوطني الحر، فـ«كارلوس اده صاحب الارض، استاء ان شاغليها ينتمون الى التيار الوطني، فقرر ازالة التعديات على عقاره، رافضاً اية تسوية لهذا الملف». يذكر ان محاولة اقفال المحطة ليست هي المرة الاولى، انما سبقتها محاولات عدة، وبعدما فشلت جميع المساعي اتخذ القرار النهائي. فبحسب مصدر أمني، فإن «تنفيذ القرار قانوني ولا يمكن القفز من فوقه، مهما كانت النتائج، لذا أعطينا القيمين على المحطة بعد هذه الحادثة مهلة اسبوع اضافي لاقفال المحطة. خلال هذه المهلة يستطيعون اجراء اية تسوية مع اصحاب العقار، وإلا فإننا مضطرون لاقفالها تنفيذاً للقرار». 


رقية قتيلة جديدة باسم الذكورة 

يوم عيد الأم، قبل أسبوع، قرر زوج رقية منذر (24 عاماً - أم لطفلين وحامل بثالث) أن يعايدها على طريقته «الخاصة». قتلها. هكذا، أطلق النار من مسدسه عليها، فأصابها في صدرها، بعد ضرب مبرح، وكل «جرمها» أنها طلبت منه الطلاق، نتيجة ضربه المستمر لها منذ سنوات. الزوج حسن منذر (27 عاماً) موقوف لدى القوى الأمنية. لماذا كان يضربها؟ الواضح حتى الآن أن السبب هو «الغيرة». ممّ يغار ذاك الزوج؟ الجواب أكثر تفاهة: «كانت تقف على الشرفة، وهو لا يحب ذلك، وكان يقفل الباب عليها وعلى الطفلين عندما يكون خارج المنزل». هذا الجواب الذي يُسمع في المنطقة التي حصلت فيها الحادثة، حيث كانا يسكنان، قرب طريق المطار القديم. إذاً، انضمت رقية إلى لائحة أسماء النساء القتيلات باسم مفهوم «قوة الذكورة».

No comments:

Post a Comment

Archives