The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

December 12, 2014

As-Safir - The Game of Death between the displaced children, December 12, 2014



«لعبة الموت» بين الأطفال النازحين 

شوقي الحاج 



محمد ابن السنوات الثماني، ارتحل من حمص في سوريا، هرباً من الحرب وعبثيتها، ليحلّ نازحا مع عائلته في قرية من قرى قضاء راشيا، لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن الحدود اللبنانية ـــ السورية، بعدما استأجرت العائلة غرفة ومنتفعاتها تناسب قدرتها المادية أوت إليها، ريثما تتمكن من العثور على مسكن يتمتع بالمواصفات السكنية اللائقة.
وبعد مضي شهر ونيف على نزوح العائلة، قبلت إدارة المدرسة الرسمية في القرية المضيفة، تسجيل محمد وعدد من أترابه السوريين في مرحلة التعليم الأساسي، بناء على القرارات التي أصدرتها وزارة التربية، بشأن التلاميذ النازحين، إلا ان المفاجأة كما روتها ناظرة المدرسة، أن دائرة الشكاوى على محمد بدأت تتوسع، نتيجة الرعب الذي نشره في صفوف أترابه وزملائه، بسبب احتفاظه بسكين من نوع «ست طقات»، كما تقول.
تتابع الناظرة روايتها لتكشف أن محمد كان يرفع المدية التي يحملها بوجه كل من يتجرأ على مخاصمته من زملائه الطلاب. وذلك كل ما دونته من شهادات على لسان أكثر من تلميذ.
لم ينف محمد ما نسب إليه من أفعال أمام الناظرة وأمام والده. فقد استدعته الإدارة للوقوف على حيثيات القضية التي وصفتها الناظرة بـ»الخطيرة» على مستقبل محمد ومستقبل زملائه، لا سيما أن ذلك يأتي في سياقات أمنية غير مستقرة. محمد أكد أن المدية هي إحدى وسائل لعبة «الحرب والموت»، التي نلهو بها في وقت الفراغ مع طلاب الصف. ولم يقتصر ذلك على «اللعبة»، إنما الأمر الأخطر هو طلب أحد زملاء محمد من والده تأمين «جارحة» لاستخدامها في المواجهة بين المعسكرين المتحاربين في لعبتهم.
ولم تتوقف الناظرة عن سرد الأحداث التي توالت فصولاً، فبعدما غابت «المدية»، عن مسرح «لعبة الحرب»، حلت محلها صناعة القنابل الحارقة، على يد محمد وأترابه، بعدما تعلم تحضيرها كما أوضح للناظرة على يد ابن عمته في سوريا، من خلال استخدام مواد يتفاعل بعضها مع بعض، وهي عبارة عن عبوات مضغوطة بخلطات كيميائية قابلة للاشتعال والانفجار.
وعبرت الناظرة عن استغرابها من «ثقافة الحرب والقتل الوافدة مع النزوح»، معتبرة أنها «لا تبشر إلا بمشاريع مفخخات مستقبلية من الأطفال التائهين في الشوارع بدون تعليم، نظراً لعدم قدرة المدارس الرسمية في لبنان على استيعابهم، وإن استوعبت بعضهم فإن اختلاف المناهج كفيل بتشريدهم».

No comments:

Post a Comment

Archives