The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

February 28, 2011

Al Akhbar - Flu in Al Bared Camp - February 21, 2011


الإنفلونزا تضرب أبناء «البارد» بالجملة

عبد الكافي الصمد
كأن قساوة الشتاء لا تكفي أبناء مخيم نهر البارد، القابعين في بيوت الحديد، لتضاف إليها الإنفلونزا. هكذا هي الحال في المخيم، حيث «المصائب لا تأتي فرادى». إضافة إلى البرد القارس وانعدام التدفئة وغزارة الأمطار التي تتساقط على الأهالي، كما لو أنهم يبيتون في العراء، ضربتهم الإنفلونزا بقوة، حيث لا يكاد يخلو بيت من مصابين بهذا الداء.
لا تبدو الموجة عادية، إذ يشير مدير مستوصف الشفاء في المخيم الدكتور توفيق الأسعد إلى أنّ «الموجة تحوّلت إلى فيروس يصيب غالبية أهالي المخيم، بعدما كان في السابق مرضاً طبيعياً وموسمياً يتعامل معه الجميع روتينياً». ينتقل إلى بعض التفاصيل، فيقول إنّ «المصاب بالفيروس في السابق كان يُشفى منه في حدود 10 أيام، أما اليوم فإن المريض يبقى طريح الفراش نحو شهر تقريباً، على الرغم من تناوله أدوية وتلقّيه العلاج لمواجهته». وفي ضوء معاينته عدداً من مرضاه، يلفت الأسعد إلى أن «هذه الحالة باتت مقلقة، فأعداد المصابين إلى ارتفاع، إذ تصل إلى حدود 20 مريضاً في اليوم الواحد، وهو معدل مرتفع قياساً بما كانت عليه الأوضاع في السنوات الماضية».
وفيما يلفت الأسعد إلى أن موجة فيروس الإنفلونزا التي تصيب أهالي مخيم نهر البارد هذه السنة «بدأت تترك آثاراً صحية جانبية على المصابين به، مثل الالتهابات في الرئة»، يرجّح أن «هذا الفيروس صار خطيراً إلى هذه الدرجة إما نتيجة تطوّره وفق نمط جديد ليس واضحاً بعد بالنسبة إلينا، وإما أن الوضع السكني غير الصحي للقاطنين في بيوت الإيواء المؤقت (الباراكسات)، وهي أماكن سكنية لا تتوافر فيها الشروط الصحية ولو بحدها الأدنى، هو السبب في انتشار هذا الوباء بهذا النحو بين سكان المخيم هذه السنة». «فالباراكسات عبارة عن بيوت حديدية تكون في الشتاء «برادات» وفي الصيف تتحوّل إلى أفران، بحيث يصبح السكن فيها في الحالتين جحيماً»، يقول الأسعد ويضيف أنّ هناك أسباباً أخرى تتعلق بعدم نظافة مياه الشرب، مشيراً من جهة ثانية إلى أن «الإنفلونزا انتشرت بنحو كبير لدرجة أنّ المركز الطبي التابع لوكالة الأونروا يعالج يومياً بين 100 و125 حالة مصابة بهذا الفيروس وحده».
بدورها، تشير مسؤولة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في الشمال منى واكد إلى أن فيروس الإنفلونزا المذكور أصاب قرابة 90 في المئة من سكان المخيم تقريباً، نظراً إلى أن السكن في الباراكسات والكاراجات غير صحي، بسبب البرد من جهة والرطوبة من جهة أخرى.
وتعرب واكد عن استيائها، لأن «الأونروا لا تقدم الأدوية للمصابين بهذا الفيروس وباقي الأمراض الأخرى كما يجب، وأن الأمر يقتصر على تقديم علبة بنادول أو ما شابه، لا بل إنها شرعت أخيراً في تقليص خدماتها». كل ذلك في ظل عدم قدرة الناس المادية على العلاج خارج المخيم، علماً أن إصابة ربّ المنزل بالفيروس تجبره على البقاء في البيت، وبالتالي توقفه عن العمل، ما يجعل عائلته بلا أي مدخول مالي طوال فترة مرضه.

أمراض «الباراكسات»
إضافة إلى الإنفلونزا، يتعرّض سكان مخيم نهر البارد إلى أمراض الإسهال والتسمّم وارتفاع درجات الحرارة صيفاً، وخصوصاً للمقيمين منهم في منازل «الباراكسات»، حيث الشروط الصحية الدنيا للسكن معدومة. لكن الأمر لا يقتصر على هذا الحد، بل إن الحرب التي استمرت لمدة 3 أشهر في المخيم صيف عام 2007، بين الجيش وعناصر تنظيم فتح الإسلام، لا تزال آثارها البيئية والصحية حاضرة بقوة في أكثر من جانب؛ فالركام لا يزال موجوداً في بعض المناطق داخل المخيم، عدا عودة أكثر من نصف أهالي المخيم إليه قبل الانتهاء من إزالة الألغام غير المتفجرة، وتنظيفه، وإقامة بنية تحتية سليمة ومناسبة فيه، ما جعل احتمال انعكاس المخاطر الصحية على قاطنيه حاضرة فيه بنحو أو بآخر.

No comments:

Post a Comment

Archives