The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

July 3, 2014

As-Safir - AL Housen Refugees telling their stories of displacement, July 03, 2014



عائلات تحاول الانسجام مع «الواقع الجديد» في الدريب
لاجئو الحصن يروون قصص النزوح.. ويطلبون المساعدة 

نجلة حمود 



تمكن نحو 40 فرداً من عائلات مقاتلي الحصن، من الدخول إلى لبنان والالتحاق بعائلاتهم التي كانت قد دخلت الأراضي اللبنانية، إثر انسحابها من منطقة الحصن في شهر آذار الماضي. والتحق هؤلاء بأماكن سكن أقربائهم في منطقة الدريب الأوسط، وتحديداً في بلدة خربة داوود، وذلك بعد تمكنهم من الدخول عبر معابر رسمية إلى البقاع، في أماكن اللجوء التي تتوزع بين مجمع صغير ومنازل عدة في خربة داوود التي نزحوا اليها بسبب علاقات الزواج مع آل الزعبي وعلاقات القربى منذ سنين طويلة. تقطن حوالي 130 عائلة من منطقة الحصن (كل أربع عائلات في منزل واحد)، حيث يبدو عليهم التعب وضعف الجسد، إذ ان وجوههم صفراء بشدة، ومعهم عدد من الجرحى الذين يشكون قلة الرعاية والاهتمام.
يتحدث هؤلاء عن معاناتهم جراء تخلي جميع المنظمات والجمعيات العربية والخليجية عنهم، إذ حتى «هيئة دعم الثوار» في سوريا توقفت عن دعمهم بالمال. ولم يبق لهم من دعم سوى عائلات البلدة المتعاطفة مع وضعهم وظروف حياتهم، فأمنوا لهم الإيواء وبعض الحاجات الضرورية. وبعد مرور ثلاثة أشهر على سقوط قلعة الحصن، ولجوء 450 مقاتلاً إلى الأراضي اللبنانية ومعهم 70 امرأة وطفلا، لا يزال مقاتلو قلعة الحصن يعيشون تفاصيل الانسحاب باتجاه الأراضي اللبنانية في منطقة وادي خالد، ويروون الصعوبات التي تعرضوا لها على الطريق، بعد قرار الانسحاب الذي أجبروا عليه «بعد نفاد الذخيرة وعدم قدرة الأطفال على مواجهة الجوع».
الحصن عُرفت بأنها الثقل العسكري للمسلحين، والمركز البالغ التجهيز والتحصينات الهائلة المقامة في المكان. لكن بعد سقوط الزارة، التي كانت تشكل عصب المسلحين في ريف حمص، بدأ الخناق يضيق حول رقاب المسلحين، الذين عرف قسم منهم بـ«المهاجرين»، كون غالبيتهم من جنسيات مختلفة ولبنانية، تحديداً من مناطق الشمال والقاع، بالإضافة الى عدد من المسلحين الذين فروا من المخيمات وهم من المطلوبين للدولة.
لعب المسلحون، الذين أعلنوا «الإمارة الاسلامية» منذ بدء الأحداث الأمنية في سوريا، وأعلنوا سيطرتهم على قلعة الحصن ومحيطها، وهم بغالبيتهم ينتمون لتنظيم «جند الشام» و«جبهة النصرة»، صلة الوصل وتسهيل الإمدادات من لبنان إلى القصير ومن ثم إلى محافظة حلب. وكانت الزارة تشكل عقدة الوصل ما بين ريف حمص الغربي والحدود مع لبنان لجهة وادي خالد، وبالتالي طريق إمداد المقاتلين اللوجستي والعسكري، والبشري.
يروي مقاتلو قلعة الحصن رحلة الانسحاب «بعد نفاد الذخيرة»، حين سلكوا طريق الحصن ـ عناز ـ البقيعة وادي خالد، كما ربطوا حبالاً على مسافة كيلومترين، ونزلوا على ثلاث مجموعات، ولكنهم تعرضوا لكمين في بلدة عناز فقتل عدد كبير من المجموعة الأولى، كما يروي عدد من المقاتلين الذين يتحفظون عن ذكر أسمائهم.
ويضيف هؤلاء: «أكملنا سيرنا، وعندما وصلنا الى الأتوستراد وتوجهنا باتجاه البقيعة اللبنانية، تم فتح النار علينا من قبل الجيش السوري فوقع الكثير من القتلى والجرحى بيننا، ومن بينهم أبو سليمان المهاجر، الذي تراجع عقب وصوله إلى النهر بهدف مساعدة المجموعة الأخيرة، فأصيب إصابة ثانية قاتلة بعد إصابته الأولى في رجله، وعندما علمت زوجته سناء الزعبي بالأمر، تراجعت لتراه فأصيبت برصاصة في ظهرها، وعندما اقترب شقيقها بدر لانتشالها أصيب هو أيضا وقتل».
يحرص والد سناء (زوجة أبو سليمان)، ووفاء الزعبي (زوجة سامر الريش)، على عدم الظهور أمام وسائل الإعلام، لكنه يروي أن أبو سليمان تزوج من ابنته منذ سنة تقريباً، وبأنه فقدها هي وشقيقتها وفاء وشقيقهما بدر، خلال رحلة النزوح لكنه لم يتمكن من مشاهدتهما بعد مقتلهما.
وبالنسبة للحصار المفروض عليهم، يؤكد نازحو الحصن أنهم كانوا يعيشون أساساً، خلال التسعة أشهر الأخيرة وتحديداً بعد سقوط الزارة، على أكل الحشائش وأوراق الشجر من العنب والمشمش وغيرها، والبعض كان يصاب بتسمم بسبب تناولهم نبتة الفجلون، التي تؤدي إلى طفرة جلدية وتورم في العينين.
أما في السنتين الأوليين من الحرب، فقد كانت تصلهم إمدادات من الطعام، ولكن بعد فترة بدأت تنقطع المواد الأساسية مثل السكر والأرز والطحين. وبعدما نفدت المؤن، تم الاعتماد على أكل لحوم البقر والغنم. وكان يتم إدخال كميات قليلة من الخضار، ويتم توزيعها على الأهالي.
تلك التفاصيل باتت جزءا من يوميات عائلات الحصن، التي تحاول الانسجام مع الواقع الجديد، فالبعض منهم يزاول مهنته في أماكن النزوح. الحلاق لم يتوقف عن مزاولة مهنته في الحصن، وهو اليوم تمكن من تأمين العدة وتخصيص غرفة في مكان النزوح، ليصبح بذلك حلاق الجميع. أما بالنسبة للجرحى الذين تلزمهم رعاية طبية والمزيد من العمليات الجراحية، فهم ينتظرون مد يد العون لهم للتمكن من مــتابعة العلاج في لبنان، بعد رفض المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، إدراجهم ضمن لوائحها.

No comments:

Post a Comment

Archives