Almustaqbal - case of detainee in spying - June 26,2010

استكملت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن نزار خليل وعضوية المستشار المدني القاضي داني الزعني وبحضور ممثل النيابة العامة القاضي أحمد عويدات أمس استجواب حسن أحمد الحسين الموقوف بتهمة الاتصال بالمخابرات الإسرائيلية خلال العام 2008 ودس الدسائس لديها وتزويدها بمعلومات أمنية عن مواقع ومراكز وقيادات المقاومة ودخوله بلاد العدو وحيازته سلاحاً حربياً من دون ترخيص.
وتركزت جلسة الاستجواب مع الحسين بحضور وكيله المحامي خالد مكي على حركة الاتصالات الهاتفية على هاتفه الخاص التي أظهرت انه استعمل خمسة أجهزة خلوية تم ضبط واحد منها، حيث كان يستعمل الجهاز مرة واحدة في السنة أو ليوم واحد خلال فترات متباعدة.
كما أظهرت حركة الاتصالات العائدة لحسين انه بدأ العمل مع المخابرات الإسرائيلية منذ العام 2005 حيث كان يتلقى على هاتفه الخاص اتصالات لا تظهر أرقام المتصل، الأمر الذي شككت فيه المحكمة، حين لفت رئيسها الى ان الأجهزة الأربعة التي يقول الحسين انه أتلفها لعلة ما فيها قد تكون استعملت على رقم المشغل الإسرائيلي.
ويأتي ذلك، في ضوء رد الحسين على أسئلة الرئاسة التي ركزت على اتصالات أجراها المتهم من الأجهزة الأربعة خلال الفترة الممتدة بين 2005 و2008، وفي أوقات محددة، حيث برر الحسين ذلك بالقول انه قد يكون استعمل خطه على جهاز آخر استعاره من صديقه بعد عطل طرأ على جهازه، معتبراً ان هذا الأمر عادي.
وسئل الحسين عن كيفية تفسيره عدم ورود اتصال على جهازه لا يبين الرقم انما اصفار كما سبق وقال في جلسة استجوابه السابقة بانه لم يكن يعلم ان المتصل به هو من المخابرات الإسرائيلية فأجاب: قد يكون الرقم محلياً وليس دولياً ويحمل اصفاراً".
وعن سبب اجرائه عدة اتصالات الى سوريا قال الحسين: لم يحصل ذلك وانا لا أعرف أحداً في سوريا ولم أزرها منذ 30 عاماً.
وسئل عن أربعة أجهزة استعملها سابقاً، فقال ان بعضها أهملها بسبب عطل يطرأ عليها، وان أحد الأجهزة التي اشتراها قام باتلافها بناء على طلب الإسرائيليين.
وعن سبب استعماله أحد الأجهزة ليوم واحد قال: غير صحيح.
وبينت لائحة الاتصالات بين أيدي رئيس المحكمة ان الحسين استعمل أحد الاجهزة منذ 10-5-2005 وحتى العام 2007 انما في أوقات متباعدة، حيث كان يقفل الجهاز بعد كل اتصال، وسئل عن سبب ذلك فأجاب: ان الجهاز الذي كنت اضع فيه الخط كنت استعمله دائماً.
وعما إذا طلب منه الإسرائيليون استعمال الأجهزة بهذا الشكل المثبت في لائحة اتصالات أجاب الحسين بالنفي.
وسئل عن الجهاز الذي ضبط معه واستعمله في كانون الثاني عام 2007، ثم في 23 أيار عام 2009 فأجاب: كنت استعمل اربعة أو خمسة أجهزة على خط الهاتف نفسه.
وعن استعماله جهازاً لمرة واحدة عام 2005 وجهازاً آخر لمرة واحدة أيضاً عام 2006 أجاب: لا اذكر.
وفي ظل تكرار الأسئلة على المتهم حول الفارق الزمني الواضح من لائحة الاتصالات لجهة استعماله أجهزة هاتف مختلف أجاب: ما الفرق في الجهاز طالما اني اتكلم منه على الرقم نفسه.
وسئل: يتبين انك كنت تستعمل الأجهزة غير المضبوطة مرة في السنة، لماذا، فأجاب: لا اعرف قد يكون الأمر مصادفة، لا اذكر، واعتبر ذلك امراً عادياً. أضاف: قد يكون اني استعملت الجهاز القديم اثناء العمل، كي احافظ على الجديد، الذي استعمله خارج العمل.
وسئل: ذكرت سابقاً أمام المحكمة انك استلمت جهازاً من الإسرائيليين فأجاب: لقد طلبوا مني اتلاف الجهاز ولا اذكر متى تلفته.
وسئل: يتبين ان الأجهزة الأربعة غير المضبوطة بدأت باستعمالها منذ العام 2005، بينما تقول ان التعامل بدء في مطلع العام 2008 واستمر حوالى 4 أشهر، فكيف تفسر ذلك، فأجاب الحسين: "سبق وقلت انه منذ فترة طويلة كنت اتلقى على هاتفي اتصالات من رقم يظهر اصفاراً على الشاشة، انما لم اكن اعلم من هو المتصل وعلى أي أساس، وبعد ان تلقيت عام 2008 اتصالاً من الإسرائيليين صرت احلل، بانهم قد يكونوا هم اتصلوا بي سابقاً لتحديد مكاني أو لاغتيالي، لا اعرف". وأضاف: انا لدي ماضي مقاوم وسياسي.
وسئل عن سبب التناقض في اقواله لجهة بدء التعامل مع الإسرائيليين الأمر الذي يظهر من لائحة الاتصالات الهاتفية فأجاب: قد يكون هناك خلل بالجهاز فأستعير جهاز صديق لاتحدث من خطي على جهازه، وقد أستعمل جهازاً آخر بعد ان يكون جهازي قد تعطل لسبب ما.
وبعد ان استمهل ممثل النيابة العامة للمرافعة، قررت الرئاسة رفع الجلسة الى 13 تموز المقبل.
من جهة اخرى، باشرت المحكمة أمس محاكمة الموقوف مهدي علي ياسين بجرم التعامل مع العدو الإسرائيلي ودخول بلاده دون اذن، والذي يحاكم معه بالصورة الغيابية نجاح العبدالله وعماد مخول، فنفى نفياً قاطعاً خلال استجوابه بحضور وكيله المحامي محمد سليمان ما اسند اليه، وتراجع عن اعترافاته السابقة، التي ادلى بها تحت الضرب والتعذيب وقال: "لم افعل شيئاً ولم اذكر أي شيء من التفاصيل الواردة في افادتي". واضاف: "انا اعمل في مجال الباطون وليس كسائق سيارة اجرة".
وسئل عن نجاح العبدالله فقال انه قريبه وكان يعمل مع أمن الخيام المسؤول عنه رياض العبدالله.
وبعدما نفى ان يكون رياض العبدالله قد كلفه بعدة مهمات، سئل عما ذكره سابقاً من ان الاخير كلفه احضار مسدس من شخص يدعى عماد ابراهيم يسكن في الضاحية، وبانه نفذ المهمة مقابل خمسين الف ليرة فاجاب: اوقفت عند حزب الله ستة اشهر وكتبوا ما كتبوه ثم سلموا ملفي الى الجيش.
وعما ذكره في افادته الاولية بانه قام أيضاً بمهمة احضار 400 دولار من هالة امهز في الحمراء، قال حضر عبدالله وطلب مني ذلك، وهذا كل ما حصل.
وعن ذكره انه رافق نجاح عبدالله الى إسرائيل وسلمه الاخير مقابل ذلك مئة دولار اجاب: غير صحيح. كما نفى مرافقته لرياض العبدالله الى إسرائيل، وذهابه في صندوق سيارة.
وعن نقله رسائل من امرأة في منطقة برج البراجنة قال ياسين: انا لم اذكر ذلك في التحقيق. وسئل عما قاله سابقاً من ان تلك الرسائل تتضمن معلومات عن حزب الله وحركة أمل والجيش والحزب التقدمي الاشتراكي، اجاب: انا لم اقل ذلك.
وسئل: لكنك ذكرت ان تلك الرسائل كانت مكتوبة بخط اليد وتتضمن معلومات عن معظم المراكز في الجنوب وبيروت فاجاب: ابداً.
سئل: لماذا اوقفت اذاً، فقال: اتهموني في حزب الله ثم تركوني لانه لم يكن ضدي أي دليل، ثم سلموا الملف الى المخابرات.
وسئل: هل ان هناء ضاهر هي زوجة هيثم السحمراني، المرأة التي نقلت منها الرسائل، فأجاب: لا أعرف.
وسئل: ذكرت ان الرسائل تتضمن أيضاً صوراً فوتوغرافية عن مراكز لحزب الله في النبطية فأجاب: غير صحيح.
سئل: تقول أيضاً ان علاقتك بهناء ضاهر استمرت 3 سنوات ونقلت حوالى ست رسائل فأجاب: انا لم اذكر ذلك. كما نفى ياسين ان يكون قد تلقى 50 الف ليرة أو 50 دولار عن كل رسالة نقلها.
وأوضح ياسين لا يعرف عماد مخول ولم يذكره في افادته، انما سئل عنه.
وعما ذكره من ان علاقته أصبحت مرتبطة بمخول بعد مرض عبدالله فأجاب: انا لا اعرف في الأساس.
وسئل: ذكرت انك انتقلت الى إسرائيل مع عماد مخول وقابلت الضابط نفسه فأجاب: اقسم بالله اني لم اقل ذلك.
وسئل: تقول سابقاً ان عماد مخول كلفك مراقبة أشخاص من بلدتك فأجاب: هؤلاء أصدقائي واكرر اني لا اعرف عماد مخول.
وعن عدد المرات التي زار فيها إسرائيل قال: ولا مرة.
وسئل: ذكرت سابقاً انك رافقت عماد لمقابلة ضابط إسرائيلي وشربتم القهوة وتناولتم الحلويات فأجاب: غير صحيح.
وسئل: ماذا فعلت بعد التحرير عام 2000 فأجاب: بقيت اعمل في الباطون في المنطقة في بلاط ومرجعيون.
وقررت المحكمة استدعاء هناء ضاهر، وايداع المحكمة نسخة عن لائحة بحركة الاتصالات المجراة على خط هاتف ياسين الشخصي، ورفع الجلسة الى 29 تشرين الاول المقبل.