The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

June 30, 2010

Almustaqbal - Officer Tomieh spy case - June 30,2010

ك.ت
واقعتان اثنتان اعترف الضابط في الجيش اللبناني المقدم الركن شهيد تومية بحصولهما، واللتان شكلتا منطلقاً لبدء تعامله مع المخابرات الإسرائيلية وعملائها.
ورغم اعترافه بالواقعتين، غير ان تومية لم يقرّ بما استتبعهما من إعطائه معلومات وإحداثيات عسكرية سرية، أفضيا خلال حرب تموز الى قصف موقعين للجيش أدى الى استشهاد عسكريين.
فمن معبر باتر الى فرنسا، شكل المدعو مارون السويدي صلة الوصل بين تومية والمخابرات الإسرائيلية، لكن الضابط الموقوف أكد في معرض استجوابه أمس أمام المحكمة العسكرية الدائمة بأنه لم يكن يعلم ان مارون هو عميل، على الرغم من أن كل الدلالات التي أظهرها مارون من جهاز اتصال وحبر سري وغيره، تشير الى ذلك.
ويضع تومية علاقته بمارون طوال فترة لا بأس بها امتدت لنحو أكثر من عشرين عاماً في خانة الصداقة حيث راح مارون يغدق عليه بالمال، قال عنه تومية انه المال الذي سُرق منه في فرنسا، فيما كان تومية يعطيه كماً من المعلومات وصفت بالسرية.
وإذا كان تومية قد بدا على مدى ساعة ونصف من الوقت الذي استغرقه استجوابه، سوياً ولكنه لم يتذكر أموراً أساسية كأسماء أولاده وقسم الولاء للوطن، فإنه كما موكليه المحاميان بدوي أبو ديب وجوزف مخايل، حرصوا على إظهار مرض يعاني منه تومية منذ أكثر من 20 عاماً، وهو مرض الانفصام في الشخصية الذي يدفعه الى أمور غير سوية، فكاد ان يحوّل القضية من استجواب في جرم التعامل الى مسألة طبية.
وبلباس مدني مثل الضابط تومية أمام المحكمة برئاسة العميد الركن نزار خليل وعضوية المستشار المدني القاضي داني الزعني وبحضور ممثل النيابة العامة القاضي فادي عقيقي.
في مستهل الجلسة أصرّ المحامي مخايل على استجواب موكله بعد ايداع المحكمة التقرير الذي وضعه طبيب السجن عن حالته النفسية، وطلب ممثل النيابة العامة السير بالمحاكمة، فيما قررت المحكمة التأكيد على قرارها السابق تكليف طبيب السجن الكشف عن الحالة الصحية والنفسية للمتهم وإيداعها التقرير.
وباستجوابه افاد تومية انه استجوب أولياً وهو معصوب العينين، وعندما طلب الإطلاع على إفادته، رأى فيها أخطاء كثيرة وأموراً لم يقلها. وقال: افادتي غير صحيحة لاني لست عميلاً".
وعن افادته أمام قاضي التحقيق قال تومية بأنه كان يعاني من اضطراب نفسي وهو مصاب بمرض وراثي ويتناول أدوية منذ أكثر من 20 عاماً.
وأفاد بأنه أثناء خدمته في الجيش مع العماد ميشال عون أصيب بعدة انفجارات، كما تعرض للخطف أكثر من مرة من قبل السوريين.
وبسؤاله يقول تومية عن الواقعة الأولى التي حصلت معه انه أثناء خدمته في الجنوب عام 1991، ضلّ الطريق مع عسكرييه، عند معبر باتر، فأوقفوا لدى حاجز لميليشيا لحد، وعندما عاد أفاد مسؤوليه بما حصل معه وعوقب على ذلك.
ويضيف تومية، انه حينها تعرف على مارون السويدي الذي كان من عداد جيش عون وعندما انهزم التحق بجيش لحد، وعمل في تهريب الدخان.
وعن الواقعة الثانية حول سفره الى فرنسا قال تومية: لا أذكر في أي عام سافرت، انما اخبرني مارون انه يريد ان يعرّفني على السياحة وقابلته هناك، انما أثناء وجودي في فرنسا تعرضت لحادث سلب وكان السالبون أصدقاء مارون، حيث كان بحوزتي حوالى 20 أو30 ألف دولار لاني كنت أريد شراء سيارة".
أضاف: "قصدت البوليس والسفارة اللبنانية، ثم سلمني مارون مبلغاً من المال للعودة الى بيروت، وأفدت رؤسائي بما حصل معي".
وبسؤاله قال تومية ان مارون لم يطلب منه مقابلة أي ضابط إسرائيلي في فرنسا، انما كان برفقته شخص يدعى أوهانس وهو مهندس من برج حمود ويعمل أيضاً في تهريب الدخان.
ونفى تومية اعترافه السابق بالذهاب الى السفارة الإسرائيلية في فرنسا، موضحاً انه سافر مرتين، وفي المرة الثانية، تم خطفه على الطريق أثناء ذهابه الى الفندق حيث كان مارون بانتظاره، وهناك يضيف تومية، علّمه مارون على كيفية الكتابة بالحبر السري كي يتواصل معه لافادته عن عمليات تهريب الدخان والمازوت.
وعما ذكره من تفاصيل في افادته السابقة حول سفره الى إسرائيل قال تومية، ان ذلك غير صحيح وان علاقتي كانت بمارون فقط.
وتحدث تومية، كاشفاً عن ان مارون أرسل له جهاز إرسال وضعه في سيارة مستأجرة كانت موجودة في موقف مطار رفيق الحريري الدولي، وكان مفتاح السيارة ملصقاً على الدفاع الخلفي، فأخذ الجهاز ووضعه في غرفة نومه. وعن نوعية الرسائل التي كان يرسلها الى مارون افاد تومية انها أخبار عشوائية من الصحف والمجلات وما كان يحصل معه ومع اخوته من حوادث.
وأضاف ان مارون طلب منه ان يجري تشكيله على المعابر الجنوبية أو في الشمال بهدف تهريب الدخان.
وقال عن حقيبة سلمت اليه في باريس انها كانت تحوي حبراً سرياً للرسائل، خشية من مكتب مكافحة التهريب وزوده بعنوان في قبرص لإرسال الرسائل اليه، وأضاف تومية انه كان يكتب بالحبر السري بشكل عادي، اخباراً تتعلق بموقعه في الجيش واخبارا عن حوادث امنية وتهريب الدخان ومكافحة الارهاب، وقال إن مارون نبّه عليه عدم معرفة أحد "بالكومود".
وسئل عن المعلومات التي أرسلها حول رون أراد والاسيرين الإسرائيليين فقال تومية: لا أعرف شيئاً عن الموضوع أو عن حزب الله.
وسئل: لكنك ذكرت في رسائلك ان آراد لا يزال على قيد الحياة وهناك احتمالان إما عنده حزب الله أو لدى الإيرانيين فأجاب: هذه معلومات خيالية وغير صحيحة.
وعما ذكره عن الأسيرين من انه تم نقلهما بسيارة بيك آب قال: هذه معلومات أخذتها من الصحف والمجلات ولم أرسلها الى أحد.
وأفاد تومية ان مارون أرسل له جهازاً آخر بعد تعطّل الجهاز الأول، وذلك بواسطة بريد ميت زرعه في بلدة بيت كساب. وقال: وعدني مارون أن يعيد إليّ المال الذي سرق مني، وردّ منه بواسطة البريد الميت حوالي 20 ألفاً.
ورداً على سؤال قال تومية انه تابع دورة كومبيوتر مع عدد من الضباط لكنه لا يذكر ما إذا كان منصور دياب من بينهم.
وتحدث عن حصوله على بريد ميت يحوي قرصين مدمجين لم يستعملها، الاول لغسل المعلومات والثاني لتشفير الرسائل.
وعن معلومات أعطاها عن ضباط الجيش وعناوينهم قال تومية: غير صحيح، أنا كنت أكتب بمجلة الجيش "للتفتيش" عن ضغوط كوني كنت أعيش شخصيتين.
وعن معلومات تتعلق بتشكيلات وخطط عسكرية ووثائق سرية، قال توميه ان حاسوبه يحوي الكثير من المعلومات المدنية منها والثقافية وغيرها، وانما لم يزود بها مارون.
أضاف: لدي هواية في جمع المعلومات في الكمبيوتر وكنت استحصل عليها من الانترنيت.
وعن سبب خوفه بعد كشف شبكات التجسس قال توميه: اني أعاني من انفصام في الشخصية. وأضاف: ان مارون طلب في الفترة الأخيرة تلف الرسائل والاجهزة ورميها في البحر انما لم أفعل ذلك وكنت بصدد أن أسلمهم الى القيادة.
وأكد تومية اكثر من مرة خلال استجوابه ان سبب تواصله مع مارون هو استرجاع ماله المسروق. وقال أرسل لي مارون قرصاً مدمجاً يحوي صوراً جوية انما لم افتحه، ولم اقدم على تحديد أي احداثيات على الخريطة.
وبسؤاله عن أحداث نهر البارد قال تومية: كنت أتواصل مع مارون كأي شخص لبناني في الخارج يتواصل مع أصدقائه في لبنان، وان المعلومات حول فتح الاسلام موجودة أصلاً في الصحف.
وقال: لم أكن أعلم ان مارون يتعامل مع الاسرائيليين، وأخبرني عندما أوقفت لدى ميليشيا لحد انه تركه وطلب في مساعدته في تهريب الدخان.
وعن سبب اعترافه بالذهاب الى اسرائيل واخضاعه لدورات قال انه ذكر ذلك في التحقيق الاولي بناء على رغبة المحقق.
وحول الرسائل التي أرسلها الى مارون تتعلق باحداثيات معينة قال تومية ان مارون لم يطلب منه معلومات عن كنائس ومساجد انما فعل ذلك من باب التسلية والراحة النفسية، وأضاف: أنا أسمع من وقت لآخر أصوات شيطان تلاحقني.
وسئل عن معلومات ضبطت في جهازه تتعلق بالجيش قال عنها تومية انه لم يرسلها الى مارون، انما كان يتحدث معه احاديث عن أمور تحصل في لبنان.
وعن واقعة تعرض قائد اللواء 12 للقصف في حرب تموز واستشهاد مرافقه قال تومية، انه أدخل الى حاسوبه بعد انتهاء الحرب موجزاً عن الحوادث، وأضاف انه اثناءها كان يخدم في صور وكان مريضاً جداً وطلب نقله عدة مرات.
وعن زيارة قائد الجيش للجنوب قال تومية ان احداً أخبره بذلك نافياً ان يكون قد زود مارون معلومات عنها وعن رقم السيارة التي كانت تقل القائد.
وأفاد انه كان ينوي ترك الجيش بعد بلوغه سن التقاعد غير ان مارون طلب منه ان يبقى لمساعدته على المعابر.
وطرحت على تومية أسئلة عديدة تتعلق بمعلومات ذات صلة بالجيش ضبطت على جهازه، فأجاب عنها بأنه لم يرسلها الى مارون انما كان يجمعها بشكل عشوائي، وأفاد انه تابع دورة أركان في الأردن وحل أخيراً.
وقال: "لست متعاملاً ولا يمكن ان أفعل فأنا ضابط واخوتي السبعة كذلك، وولاؤنا للجيش وللوطن فقط".
وسئل عن معلومات زود بها مارون عن رادار عسكري في وجه الحجر، نفى تومية ذلك، وقال انه لا يعرف ما اذا كان تعرض المكان للقصف في حرب تموز.
وقال رداً على سؤال، لدي سبعة أولاد وكدت أتسبب بقتل زوجتي بسبب مرضي، وأنا لا أريد شيئاً سوى العودة الى عائلتي.
وعن سبب هروبه من الدورية أثناء توقيفه أفاد توميه انه تخيّل شيطاناً يلاحقه.
وفي رده على أسئلة النيابة العامة أفاد بأنه لا يذكر قسم اليمين الذي أداه لدى تخرجه بسبب مرضه، ولدى سؤاله عن اسماء أولاده، ذكر تومية اسم ثلاثة منهم ثم صمت قليلاً ليعود ويقول ان طفله الصغير ولد اثناء وجوده في السجن.
وفي رده على اسئلة الدفاع قال تومية ان المعلومات التي اعطاها لمارون كانت على سبيل المحادثة وبهدف استرجاع ماله. وأضاف ان مرضه يدفعه الى قول ما لا يجب قوله وفعل ما لا يجب ان يفعله.
وهنا أبرز المحامي أبو ديب بعض الأفعال التي قام بها تومية تدل على انفصام في شخصيته، وطلبت النيابة العامة اخراجها من الملف، كما أبرز والد تومية تقريراً طبياً يبين الحالة النفسية فقررت المحكمة ضم الطلبين الى الأساس، ورفعت الجلسة الى 19 تموز المقبل لتقديم الدفاع لائحة بشهوده.

No comments:

Post a Comment

Archives